مقالات

قطر.. لن تحيد عن مبادئها.. وأقلام «الإفك» أجيرة

لن تسمح لنفسها بالانشغال في الرد على «الناعقين»

أن تختلف مع قطر، فهذا شأن يخص كل شخص، وهو امر قد يكون طبيعيا بان نجد من يختلف، او له وجهة نظر تجاه السياسة القطرية، ومن يبدي رأيا مختلفا بموضوعية فيجد له احتراما وتقديرا، لكن ان يتحول الاختلاف الى “اسفاف” كما هو حال البعض ممن يسمون بـ “الكتّاب” او يدعون انهم اصحاب رأي، فهذا هو العيب بعينه، ومرفوض ومستهجن ذلك.

كل الذين يعملون، ويقودون مبادرات، ويسعون الى تقديم عمل مميز، افرادا كانوا او دولا، في عصرنا هذا او عبر التاريخ، نجد انهم تعرضوا الى قذف وتجنٍّ وإلصاق تهم ما انزل الله بها من سلطان، ومحاولة الاساءة لهم، والسعي لتشويه سمعتهم…، ولكن في نهاية الامر لا يصح الا الصحيح.

بين فترة واخرى يخرج علينا ممن يسمون بـ “اعلاميين”، او تخرج بعض الاقلام “المنكسرة” لتشن هجوما على قطر عبر تهم واقاويل وصراخ كنبح “الكلاب” – اعزكم الله – دون ان تقدم أي دليل على ما تقول، وهذه هي سمة العاجز، الفاقد للمصداقية والنزاهة.

قطر لا تلتفت ابدا لما يثار من “غبار” هنا وهناك، ولا تعير “الناعقين” أي اعتبار، وهو ما يغيظهم اكثر، ويدفعهم للبحث عن اكاذيب اخرى لالصاقها بقطر، فلو انشغلت قطر وقيادتها بتوافه الامور، وتفرغت للرد على “المرتزقة” لما حققت كل هذه المكاسب والانجازات، في الداخل والخارج، ولما اصبحت رقما صعبا في المعادلة الدولية، وفي مختلف المحافل، وعلى كل الاصعدة.

للاسف هناك “ابتذال” و”اسفاف” لدى البعض من “الكتّاب” العرب في اختلافهم مع قطر، التي ترحب بأي اختلاف عقلاني وموضوعي في كل الملفات التي تديرها، وتناقش الجميع في كل القضايا الشائكة، وتبحثها على مرأى ومسمع من العالم، وتتناولها على الطاولة، وليس تحتها، كما تفعل بعض الدول..

من يملك الشجاعة والرأي فليقدم ما يثبت ادعاءاته على التهم التي يوجهها الى قطر، للاسف ان كل من يتهجم على قطر لا يقدم أي دليل، غير “فبركات” و”تلفيق” و”قص ولزق” لمنشورات طبعت ونسخت وأعدت في مطابخ “عفنة” تفوح منها الروائح الكريهة.

لم يعرف عن قطر واهلها انها اقامت عداوات مع أي جهة، بل ان شواهد التاريخ، ومواقف قيادتها واهلها تتحدث عن مناصرة كل الضعفاء، والوقوف الى جانب قضايا الامة، وتقديم كل الدعم والمساندة لكل محتاج،..، ربما هذه المواقف الشجاعة والنبيلة لا تعجب “المتآمرين” و”المتسلقين” و”المستنفعين” و”تجار الذمم” و”فاقدي الضمير”.. ومن يسير في ركابهم.

كان يمكن ان تنشغل قطر وقيادتها بالاحجار التي ترمى عليها من قبل الاقزام، الذين يحاولون قدر الامكان لفت الانتباه اليهم، واعطاءهم اهمية، الا ان قطر لم تنشغل بذلك، وفضلت بدلا من ذلك ان تجمعها وتتخذ من هذه الاحجار سلما لبلوغ غايات عظمى، وتستخدمها لتحقيق مكاسب على الارض.. تبني دولة ومؤسسات.. تؤسس لقيام مشاريع من اجل امن واستقرار هذا الوطن ورفاهية مواطنيه ومقيميه ايضا…

يمكن ان تتحاور مع العقلاء واصحاب الرأي ومن يبحث عن الحقيقة..، لكن الحوار او الانشغال بالرد على السفهاء والمفبركين ومن يتعمد الكذب، ويرفض الاستماع الى العقل او البحث عن الحقيقة والموضوعية..، مثل هذا الانشغال مضيعة للوقت، واعطاء مكانة لهؤلاء “الناعقين”، الذين يبحثون عن الشهرة، وقبل ذلك يبحثون عن “الشرهات” التي تأتيهم عبر “الابتزاز” الذي يمارسونه عبر اقلام ساقطة في اوحال الكذب، ومستنقعات الرذيلة.

استذكر هنا مقولة الامام الشافعي التي كان يرددها دائما ويستشهد بها.. يقول “ما جادلت عالما الا غلبته، وما جادلت جاهلا الا غلبني”.

استعجب كثيرا من اساليب الدجل التي يحاول البعض الضحك بها على عقول قرائه او مشاهديه، فتجد هؤلاء “الافاكين” يكذبون الكذبة ويصدقونها، ويستمرون بها، ويحاولون اقناع البسطاء من الناس بها، تماما كما كان وزير الدعاية النازي جوزيف جوبلز الذي كان يقول اكذب اكذب حتى يصدقك الناس، ولا يعرف هؤلاء ان هذه المرحلة قد انتهت، فالعالم اليوم ليس كما هو الحال في الحرب العالمية الثانية.

كل الاقلام التي تكتب اليوم ضد قطر، ما هي الا اجيرة، تنفذ تعليمات من اطراف اخرى، تدفع لهذه الاقلام الرخيصة بكل انواع العملات، فباتت عبدة لتلك الاطراف، تأتمر بأمرها، بعد ان باعت نفسها رخيصة، ولو ان قطر قبلت هذا الاسلوب “الدفع لاصحاب ما يسمون بالاقلام” لرأيت الوضع مختلفا، ولرأيت المديح يكال لقطر ليل نهار، ولرأيت هذه الاقلام تسجد وتسبح باسم قطر، لكن قطر ترفض هذا الاسلوب الرخيص، وترفض شراء الذمم كما تفعل الكثير من الاطراف، التي تشتري بعض الاقلام الرخيصة، وبعض الصحفيين الذين علقوا لافتة “للبيع”، واساؤوا للصحافة بصفة خاصة وللاعلام والاعلاميين بصفة عامة.

قطر ستظل متمسكة بمبادئها وقيمها واخلاقيات اهلها، الذين يترفعون عن الاسفاف، ولا ينخرطون في المهاترات، ولا يبحثون عن الشهرة، ولا يلتفتون للغربان والاقزام…، مسترشدين بقوله تعالى “واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما”، وبقول الامام الشافعي:

يخاطبني السفيه بكل قبح…. فأكره ان اكون له مجيبا

يزيد سفاهة فأزيد حلما….. كعودٍ زاده الاحراق طيبا

اتحدى أي دولة أن تسمح بادخال مطبوعات تنتقدها، او استضافة شخصيات تتهجم عليها، كما هو الحال في قطر، بل ان “الوقاحة” وصلت ببعض الشخصيات انها تتهجم على قطر وهي موجودة داخل قطر، دون ان تتعرض لمساءلة، او تُطلب منها المغادرة، فهل هناك من دولة تتقبل مثل هذا الامر؟!.

صحيح قطر منحازة الى الشعوب المظلومة، والشعوب التي تتعرض للاضطهاد، وترفض ان تغض الطرف عن الجرائم التي ترتكبها بعض الانظمة العربية بحق شعوبها، او تسكت عن الظلم الذي يتعرض له الضعفاء والشيوخ والنساء والاطفال.. قطر ترفض ان تسير في الركب دون ان يكون لها رأيها المستقل، والمبني على قناعاتها ومبادئها وقيمها وموروثها التاريخي..، فليغضب من يغضب.. قطر لن تحيد عن هذا الطريق، ولن تتنكر لقيمها ومبادئها، ولن تغض الطرف عن الظلم والظالمين…

قطر اليوم بفضل حكمة قيادتها، وسياستها الرشيدة، باتت قبلة للنجاحات، ونموذجا لحيوية الدولة التي تمتلك رؤية لبناء مستقبلها، مستلهمة من ماضيها، ومرتكزة على حاضرها…

لن يثني قطر هذا التهجم والاسفاف في القول، ولن توقفها أقلام »الإفك» ولن تلتفت للاقزام الذين يحاولون رميها بالحجارة، فلا تُرمى الا الشجرة المثمرة.. موتوا بغيظكم.. لن يضير السحاب.. نبح الكلاب..

 

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Newest
Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x