مقالات

قطر وقيادتها نموذج وضاء في دعم قضايا الأمة

لم يتحرك زعيم في العالم من أجل الإنسانية كما تحرك سمو الأمير

 

بالأمس احتفى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نائب الأمير ولي العهد الأمين حفظه الله ورعاه، بقوة الواجب القطرية التي شاركت في الدفاع عن الشعب الليبي الشقيق من جبروت الهالك القذافي، ونصرت الحق واستبسلت في الدفاع عنه، وقدمت الغالي والنفيس من أجل نصرة المظلومين، بكل تواضع، بعيدا عن حب الظهور، وبعيدا عن الحديث في وسائل الاعلام عن الدور القطري المدافع عن المظلومين في ليبيا.

لقد كان انتصار سمو الأمير المفدى، حفظه الله ورعاه،  للشعب الليبي الذي كان يواجه حرب إبادة على يد نظامه آنذاك، برهاناً على أصالة هذه القيادة، التي لطالما انحازت إلى الحق، ودافعت عنه بكل قوة، ولا تأخذها في الحق لومة لائم.

الموقف من ليبيا ليس بالأمر الجديد بالنسبة لقطر وقيادتها وشعبها، فهذه الأرض أنبتت شعباً وقيادة هي للحق مدافعة، ولنصرة المظلومين سباقة، وللخير معطاءة، وللرحم وصالة.

فمن يقرأ سيرة المؤسس المغفور له الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني يعرف جيداً تلك المواقف المسجلة بالتاريخ، التي انحاز فيها المغفور له الشيخ جاسم للحق ولنصرة المظلومين، دافع بكل قوة عن حقوقهم، حتى باتت قطر قبلة لكل مظلوم، كما هي عليه اليوم، في ظل القيادة الحكيمة والرشيدة لسمو الأمير المفدى، وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما.

لقد سجلت قطر بقيادة سمو الأمير المفدى، حفظه الله ورعاه، تاريخاً مشرِّفاً وناصع البياض في الدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية، ليس بالأقوال إنما بالأفعال، فكل المنصفين اليوم والشرفاء يعرفون ويعترفون بالدور الذي تقوم به قطر في خدمة قضايا الأمة في مختلف الأصعدة، لا تطلب من ذلك جزاء أو شكورا.

لم يتحرك زعيم في العالم من أجل قضايا إنسانية.. وقضايا صلح.. وقضايا إحلال السلام.. وقضايا إزالة التوتر بين الدول.. وقضايا الدفاع عن الشعوب المضطهدة.. وقضايا الانتصار للحق في العالم.. لم يتحرك زعيم كما فعل سمو الأمير المفدى، الذي يشهد له القاصي والداني بالجهود الجبارة التي بذلها سموه من أجل قضايا السلام في العالم أجمع، وقضايا أمتنا العربية والإسلامية تحديداً.

كان بامكان قطر وقيادتها ألا تقوم بأية مبادرة من أجل الأمة، كما هو الحال بالنسبة للغالبية العظمى من دولنا العربية والإسلامية، التي تقوقعت وانزوت، ولم تنتصر للشعوب المظلومة، ولكن أصالة هذه القيادة، والاستشعار بالواجب تجاه هذه الأمة وشعوبها، وما يمليه عليها دينها وأخلاقها وقيمها.. لم ترتض السكوت على الظلم الذي تراه يمارس بحق الشعوب المطالبة بحقوقها المشروعة، فكان أن انحازت إلى الشعوب فيما عرف بالربيع العربي، ليس تدخلاً إنما الوقوف مع الحق، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول ” انصر اخاك ظالما او مظلوما.. “، والساكت عن الحق شيطان اخرس.

إن نصرة المظلوم من المبادئ الأساسية في الاسلام، بل ان العرب حتى قبل الاسلام كانوا يدافعون عن المظلومين، فجاء الاسلام وعزز هذا الجانب، ورفض الاسلام رؤية المظلوم والسكوت على ذلك دون مساعدته أو نجدته، فقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك عندما قال فيما معناه ” لا يقفن أحدكم موقفا يضرب فيه رجل ظلما فان اللعنة تنزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه”.

هذه المبادئ العربية الاسلامية جزء اصيل من تكوين قيادة هذا الوطن العزيز وشعبه، فلطالما حمل سمو الأمير المفدى هموم هذه الامة وشعوبها في قارات العالم، ولطالما سعى جاهدا لايجاد الحلول لقضاياها…

لقد رفضت قطر وقيادتها السكوت على الظلم الذي تعرض له عدد من الشعوب العربية، التي انتفضت بحثا عن العدالة الاجتماعية الغائبة، والكرامة المهدورة، والحقوق المنهوبة، والمطالبة بحقها في الاصلاح وتقرير مصيرها، بعيدا عن حكمها قهرا على أيدي أنظمة جبارة وقاتلة…

قالت قطر كلمتها بكل صدق وعلى الملأ، دون خوف أو وجل من أحد، لأنها مؤمنة بما تقول وتفعل، ومؤمنة بحق الشعوب بتقرير مصيرها، وحقها في العيش بكرامة وحرية…

قطر تقوم بذلك انطلاقا من واجبها تجاه هذه الامة وشعوبها، مستمدة ثباتها على هذه المواقف الشجاعة من إيمانها بالله أولا، وإيمانها بعدالة نهجها، وإيمانها بشعبها الوفي الملتف حول القيادة، والمؤمن بما تقوم به قيادتها، وإيمانها بأن الحق منتصر في نهاية المطاف.

الشعوب منتصرة في نهاية الأمر، مهما بلغ الظلم الذي تعانيه من أنظمتها، وما الشعب الليبي عنا ببعيد، فقد عانى طوال أكثر من أربعة عقود من الظلم والقتل والتشريد..، ولكن في نهاية الأمر انتصر الشعب الثائر، وهزم الحاكم الظالم، وهو نموذج لأنظمة أخرى من بعده، فالشعوب منتصرة، والدور قادم على الشعب السوري الذي يرتكب نظامه اليوم جرائم بشعة بحقه، فلا يكاد يمر يوم إلا والعشرات يسقطون شهداء، في قتل ممنهج، ومجازر لا تستثني الأطفال والنساء.

قطر بفضل قيادتها الحكيمة قامت بدورها وواجبها في أكثر من مكان، ورفضت السكوت على الظلم، ورفضت ان تغمض عيناها لما يحدث للشعوب، وعملت على الدفاع عن المظلومين والمضطهدين بكل ما أوتيت من قوة، وقدمت في سبيل ذلك الشيء الكثير، ولم تطلب من أي طرف كان أي مقابل لدورها التاريخي العظيم، إنما قامت بذلك انطلاقا من قوله تعالى {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً} الإنسان9.

هذا الدور البارز، وهذه المواقف العظيمة، ستخلد في التاريخ، وستفتخر بها الأجيال، وستظل علامة فارقة في هذه المرحلة المصيرية التي تعيشها أمتنا، فالذين تصدوا للظلم، وانتصروا للمظلومين قلة، وقطر وقيادتها كانت في مقدمة الذين انتصروا للحق، ودافعوا بكل بسالة عن المظلومين، وقدمت أروع الأمثلة في سبيل ذلك، وكان أبناؤها خير نموذج للتضحية والفداء، لانهم مؤمنون بما يقومون به.

حماك الله يا قطر.. قيادة وأرضاً وشعباً.. وأدام عليك العز والفخر والسؤدد.. وجعلك واحة أمن وأمان على الدوام في ظل القيادة الحكيمة لسمو الأمير المفدى وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما.

 

عبر التاريخ قدمت قطر وقيادتها نماذج مضيئة في دعم قضايا الأمة، وكانت ولا تزال في مقدمة الصفوف المدافعة عملياً عن الشعوب المستضعفة، والمغلوبة على أمرها، دون أن تطلب جزاءً أو شكورا، واستضافت كل من لجأ اليها هارباً من قهر أو ظلم وقع عليه، وعاشوا فيها كراماً معززين.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Newest
Oldest
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x