مؤسسات وجمعيات النفع العام.. ماذا قدمت للمجتمع؟
موازنات بالملايين.. ومبانٍ مجهزة.. وكوادر إدارية..
لا خلاف على اهمية وجود هذه المراكز والمؤسسات والجمعيات ذات النفع العام في المجتمع، فهي تلعب ادوارا ايجابية خاصة اذا تم استثمارها بصورة مثلى.. والسؤال: هل هي مستثمرة بصورة مثلى تحقق الاهداف التي من اجلها انشئت هذه الجهات؟ وهل هي اليوم تؤدي الادوار المنوطة بها بصورة كاملة؟ وهل تحقق التكامل مع مؤسسات اخرى قائمة ام ان هناك تضاربا في الادوار بينها؟ وهل المجتمع يعرف عن هذه الجهات، ولديه وعي بما تقوم بها من برامج وانشطة؟ وماذا عن مجالس الادارات.. هل هي مفعلة ام مجرد شكل تفرضه متطلبات ايجاد هذه المراكز والمؤسسات..؟…
هناك تساؤلات كثيرة حيال الادوار التي تلعبها هذه المراكز والمؤسسات ذات النفع العام، فدون التقليل من هذه الجهات، فإن الواقع يقول ان ادوارها جدا محدودة بالنسبة للغالبية من هذه الجهات، التي تتلقى سنويا موازنات ليست بالهينة او القليلة، وهو ما يطرح تساؤلا عن كيفية وآلية صرف هذه الموازنات، والمردود من البرامج التي تنفذ وتصرف عليها مبالغ مالية دون الوقوف على مدى نجاحها او تقييمها بعد ذلك.
نعم هناك جهد مبذول من قبل بعض مجالس ادارات هذه المراكز والمؤسسات والجمعيات ذات النفع العام، وهناك محاولات لتطوير الاداء في البعض من هذه الجهات، ولكن السؤال: اين باقي المراكز والجمعيات التي باتت تمثل واجهات “شكلية” دون فاعلية حقيقية في المجتمع؟ اين هي مجالس الادارات في رسم الاستراتيجيات والخطط ومتابعتها على ارض الواقع، وتقييم الاداء الفعلي لما ينفذ؟.
دعونا من “المجاملات”، هناك اعضاء مجالس ادارات همهم الاول هو الحضور الاجتماعي، ويعتبرون عضوية هذه المجالس فرصة لتقديم انفسهم في المناسبات العامة، دون ان يكون لهم دور حقيقي في تطور المراكز والمؤسسات التي ينتسبون اليها، ويظلون متمسكين بعضوية هذه الجهات دون التخلي عنها طواعية، اللهم الا في حال استبدال الاعضاء عند اعادة التشكيل، واحيانا يظلون كذلك عبر “علاقات” شخصية تجعلهم باقين في مناصبهم دون تغيير.
هناك مؤسسات ذات نفع عام “نائمة” بالكاد تصحو كل عدة اشهر عبر برنامج او نشاط او فعالية هدفها بروز “اعلامي” للقول نحن موجودون، لكن اذا ما عمل تقييم ميداني حقيقي لن تجد للكثير من هذه الجهات الحضور الفاعل والنافع للمجتمع، بل ان الكثير من هذه الجهات لا احد يعرف بالضبط ما هي الادوار التي تقوم بها، وكيف تتواصل مع المجتمع…
اجزم لو طرح استبيان في المجتمع
خلال السنوات العشر الماضية شهدت قطر ولادة العديد من المراكز والمؤسسات ذات النفع العام، وهو مؤشر ايجابي، يدفع بتفعيل مكونات المجتمع بصورة اكثر، ويخلق مزيدا من التوعية بالادوار التي يفترض على مؤسسات المجتمع والافراد القيام بها.
لست هنا بصدد ذكر هذه الجهات، او تسمية الجهات التي تتبع اليها، فالامر ليس استهدافا لجهة ما، بقدر ما هو وقفة تقييمية لاداء هذه الجهات بمختلف توجهاتها ومهامها والأدوار التي تقوم بها.
ولنا كلمة