مقالات

الأمير ينتصر لغزة.. وقطر تتصدى للعدوان وتدعو لفك الحصار

سموه دعا المجتمع الدولي للتصدي للآلة العسكرية الإسرائيلية منذ اليوم الأول

منذ اللحظة الأولى لقيام إسرائيل بتنفيذ مخططها الإجرامي العدواني على غزة، تحركت قطر على أكثر من صعيد، فكانت أول دولة تصرخ مستنكرة هذا الاعتداء الجديد على غزة الآمنة وأهلها الأبرياء.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فقد قاد سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه تحركاً عالمياً للتنديد بهذا العدوان، واتخاذ مواقف حازمة تجاه ما يتعرض له سكان غزة من جرائم وعقاب جماعي، فتواصل سموه مع قادة دول العالم، ومنظماته الفاعلة، ومن بينها الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لوقف هذه الاعتداءات الصارخة ضد قطاع غزة، داعيا المجتمع الدولي للتحرك الفوري من أجل وقف هذا العدوان على الشعب الفلسطيني، وفك الحصار الجائر على قطاع غزة، والذي مضى عليه أكثر من 8 سنوات، دون أن يكون هناك تحرك جدي فاعل لكسر هذا الحصار، اللهم ما قام به سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في أكتوبر 2012، عندما كسر هذا الحصار الظالم، وقام سموه بزيارة إلى غزة، ليكون بذلك أول زعيم يقوم بمثل هذا الخطوة.

وقبل ثلاثة أيام، دعا سمو الأمير المفدى المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته للجم آلة الحرب الإسرائيلية وسياسة العقاب الجماعي التي تتبعها إسرائيل تجاه قطاع غزة.

وبالأمس كان سمو الأمير المفدى في أنقرة، حيث التقى الرئيس التركي ورئيس وزرائه، وكان الملف الفلسطيني والعدوان الإسرائيلي على غزة هو المحور الرئيسي في المباحثات التي أجراها سموه مع القيادة التركية.

صاحب ذلك أيضا تحرك نشط للدبلوماسية القطرية على أكثر من صعيد، لتشكيل موقف دولي تجاه هذه الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة، والتي لا تستثني أطفالا أو شيوخا أو نساء.

هذا الموقف القطري الحيوي، والمتفاعل مع قضايا الأمة، يكرس من جديد الدور الذي تلعبه قطر، بقيادة سمو الأمير المفدى، إقليميا ودوليا، وما تحظى به من مكانة ومصداقية لدى جميع الأطراف، ويعيد بالذاكرة أيضا موقف قطر إبان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في ديسمبر من عام 2008، عندما دعا سمو الأمير الوالد إلى قمة عاجلة بالدوحة انتصارا لغزة في اليوم التالي للعدوان، وربما لازالت صرخة سموه تصم الآذان عندما قال “كلما اكتمل النصاب نقص .. حسبي الله ونعم الوكيل”.

واليوم نردد ما قاله سمو الأمير الوالد في خطابه الشهير الذي كشف الأقنعة والوجوه المتآمرة على قضية فلسطين .. “حسبي الله ونعم الوكيل” على المتآمرين على فلسطين وعلى أهل غزة الصامدين.

لقد سعت قطر إلى تضميد جراح أهلنا في غزة بالفعل وليس القول، وبالعمل على الأرض وليس بالوعود .. وقفت قطر وقيادتها إلى جانب أهلنا في غزة، فكانت أول المبادرين إلى كسر الحصار الجائر، وأول العاملين على إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي، رغم العوائق التي وضعت أمام المساعي القطرية الخيرية، والتي أرادوا من خلالها تثبيط الهمم القطرية، وإحباط الجهود التي تسعى للوقوف إلى جانب أهلنا في غزة، ليشعر أهلنا أنهم ليسوا وحدهم في الميدان، وأن إخوة لهم في قطر يشعرون بآلامهم، ويسعون إلى تضميدها.

ليس المجال للحديث عن الأدوار التي لعبتها قطر دعما للقضية الفلسطينية، ومساندة لأهلنا في غزة، فقطر وقيادتها وشعبها يؤكدون أن ما يقومون به ما هو إلا واجب تجاه أشقائهم في فلسطين وفي غزة التي تتعرض لعدوان غاشم، لا ينتظرون من وراء ذلك جزاء ولا شكورا.

اليوم سمو الأمير حفظه الله يتحرك على أكثر من صعيد من أجل إيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة، وفي الوقت نفسه حصول أهلنا في غزة على حقوقهم المشروعة في العيش بكرامة، والتنقل بحرية، ورفع الحصار الجائر عنهم، والذي مضى عليه نحو 8 سنوات، وهو أمر ترفضه كل القوانين الإنسانية والشرائع السماوية.

على مدار السنوات الماضية قدمت قطر مبادرات نوعية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ولا أدل على ذلك من تبنيها لصندوق دعم المقدسيين برام مال مليار دولار، تبرعت قطر لوحدها بربع المبلغ البالغ 250 مليون دولار، وللأسف لم تتقدم أي دولة عربية بالتبرع لهذا الصندوق حتى  اللحظة الحالية، وهو أمر مؤسف ومخيب لآمال أهلنا في فلسطين.

وقبل ذلك وقوفها مع أهل غزة بالقيام بإعادة إعمار غزة بعد العدوان الإسرائيلي، وخصصت لذلك نحو نصف مليار دولار، وترجمت ذلك على الأرض عبر المضي قدما في تنفيذ المشاريع الحيوية ذات العلاقة بحاجة المواطن وملامسة احتياجاته الفعلية، رغم كل العقبات التي وضعتها بعض الأطراف، خاصة فيما يتلعق بإدخال مواد البناء لتنفيذ المشاريع.

والأمر لم يتوقف عند ذلك، بل تبرعت أكثر من مرة لدعم قطاع الكهرباء وتشغيل محطة غزة، ودفعت تكاليف ذلك، وواصلت دعمها حتى اللحظات الأخيرة بتبرعها لدفع رواتب الموظفين في غزة أكثر من مرة كذلك، وفي المرة الأخيرة قبل نحو شهر، رفض البنك العربي قبول المبلغ المخصص لتحويله إلى غزة.

قطر تعمل بصمت ليس في القضية الفلسطينية أو دعم أهلنا في غزة، إنما في العديد من القضايا والملفات المتعلقة بقضايا أمتنا العربية والإسلامية ، وتترجم عملها على الأرض، بعيدا عن الضوضاء، وبعيدا عن أي “بطولة” كما يفعل البعض.

اليوم غزة تتعرض لعدوان ظالم، لم نسمع عن رئيس دولة عربية يتحدث بصدق عن هذه المأساة، ولم نسمع عن تصريح صادق ينطلق منددا بهذه الجرائم التي ترتكب بحق أهلنا في غزة، اللهم ما قام به سمو الأمير المفدى منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي، واتخذت مساعي سموه مواقف حقيقية تركت صدى في المجتمع الدولي ومؤسساته، التي خرجت فيما بعد بمواقف من قبل بعض الأطراف والدول، تدعو إسرائيل لوقف المجازر التي ترتكبها بحق الأبرياء في غزة.

وللأسف، إن الجامعة العربية “خيّبت” أمل أهل غزة ـ كالعادة ـ حتى أنها عجزت عن عقد اجتماع حقيقي يترتب عليه موقف عربي فاعل للانتصار لغزة وصد العدوان الظالم، فكل الذي فعلته الجامعة أنها عقدت اجتماعا “يتيما” مع طلوع الفجر، لتعلن عن موافقة على مبادرة التهدئة التي تقدمت بها مصر، والتي اتضح فيما بعد أنها صنيعة إسرائيلية بالكامل، دون استشارة فصائل المقاومة في غزة، والهدف إنقاذ الكيان الصهيوني من مستنقع غزة الذي بات يغوص فيه دون أن يستطيع التقدم ولو خطوة واحدة، فيما المقاومة تقدم يوميا مفاجآت نوعية أذهلت الصهاينة، وقبلهم العرب “المتصهينين”، فكان أن تسابق حلفاء إسرائيل بتقديم هذه المبادرة لإنقاذها مما تورطت فيه، أو بمعنى أصح بما وُرّطت فيه.

إن المتآمرين على غزةَ اليوم يُفتضحون أفراداً ودولاً، وفي كل يوم تتكشف “عوراتهم”، وتتساقط “أقنعتهم”، ولم يعد خافياً أمرهم على الشعوب.

غزةُ ستنتصرُ .. والمقاومةُ ستنتصرُ .. عاجلاً أم آجلاً .. وفي كلا الحالتين هو خيرٌ، فبتأخر النصر يُفتضحُ أمر الكثيرين، من مدعي العروبة والإسلام، والذين هم أشدُّ وطأً على الأمة من عدوها.

 

.. ولنــا كلمة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x