مقالات

حملات تشويه استضافة قطر للمونديال.. عنصرية قذرة موجهة ضد كل العرب

تقف خلفها بريطانيا و{امبراطوريات» إعلامية

منذ أن أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر في 2 ديسمبر 2010 فوز قطر باستضافة كأس العالم 2022، والحرب المعلنة والمستترة بكل أوجهها القبيحة قد بدأت، بل إن التجهيز لهذه الحرب “القذرة” بدأ قبل ذلك، من قبل الاعلام البريطاني ليس تحاملا او تجنيا بهدف تشويه صورة المنافسين، وبالتالي جعل حظوظ “السيدة العجوز” بريطانيا اكثر للفوز بكأس العالم 2018، وهذا باعتراف قيادات الفيفا، منهم الامين العام السابق ميشيل زين روفينين، الذي قال إنه دعي لاجتماع مع رجال أعمال لتقديم استشارات، وإذا به يكتشف أن هؤلاء صحفيون يعملون بصحيفة ” الصنداي تايمز”، وهدفهم “فبركة” شائعات لتشويه سمعة الأطراف المنافسة على استضافة كأس العالم لصالح دولة اوروبية طبعا معروفة، واحد هؤلاء الصحفيين الذين حضروا الاجتماع عمل في لجنة التصويت لاختيار الدولة التي ستستضيف بطولتي كأس العالم 2018 و2022، وهو اليوم يعمل في صحيفة بريطانية.

قد يتساءل البعض: بريطانيا لم تكن تنافس قطر في استضافة 2022، وبالتالي ما تقولونه مجرد إدعاءات وتحامل على بلد بعد ان غابت عنه الشمس هو ليس منافسا لكم؟.

حتى تتضح الصورة فان لجنة واحدة هي التي صوتت على بطولتي كأس العالم 2018 و2022، ومنعت أوروبا من المنافسة على استضافة 2022، لاتاحة الفرصة امام دول في القارات الاخرى غير الاوروبية، وبالتالي دخلت أوروبا ومعها روسيا للتنافس على 2018، وفازت بها روسيا، ولم تحصل بريطانيا إلا على صوت يتيم ” بالغلط ” وهو ما جعلهم في موقف لا يحسدون عليه، قابلتها “صاحبة صوت واحد” ايضا بين المتنافسين على 2022 استراليا، التي لم تكن افضل حالا من البريطانيين، وبالتالي فان إعادة التصويت لن تكون على 2022 انما على الاستضافتين بما فيها 2018، لتسعى كل من بريطانيا واستراليا للبحث عن ” فبركات ” لتشويه سمعة الدول الاخرى، طمعا واملا في الفوز، ولكن “حرام على بوزكم” كما يقول المثل العامي.

فاشتدت الحرب “العنصرية القذرة” على قطر، واخذت أطوارا مختلفة، تنتقل من ” فبركة ” لاخرى، ومن وسيلة اعلام لأخرى، والغريب أنها جميعها بريطانية!، وكأنه لا توجد “حريات ” إلا في هذا البلد الذي اصبح ” تابعا ” في سياساته اليوم لدول اخرى، ولا أريد الحديث عن تلك الجوانب السياسية، وربما حرب الخليج، وغزو العراق في 2003 خير شاهد على ذلك.

الإعلام البريطاني إذا استبعدنا فرضا توجهات دولته يعجز عن توجيه تهم لروسيا، بل هو أجبن من أن يقدم على ذلك، علما ان بلده في نفس مجموعة روسيا، لكن بما ان لجنة التصويت واحدة فان إعادة التصويت على اي من الاستضافتين، فان الامر سيدعو للتصويت على البطولتين، وفي البطولتين قاسم مشترك بين دولتين، وبين الدولتين قاسم مشترك في شخصية “امبراطورية اعلامية” واحدة، تملك مجموعة من الصحف والفضائيات، انطلقت الحرب من احدى هذه الوسائل، “الغارديان” اذا ما تتذكرون، سأعود الى هذه الشخصية لاحقا.

روسيا غزت دولة، واستقطعت جزءا من أراضي هذه الدولة، وهي جزيرة القرم بالمناسبة حتى نكون منصفين هذه الجزيرة في يوما ما كانت روسية، واقدمت روسيا في خمسينيات القرن الماضي على منحها لاوكرانيا ولكن الإعلام البريطاني “الحر” كما يقول سعادة السفير البريطاني بالدوحة في البيان الذي اصدره قبل ايام ليقول ان بلاده تقف مع قطر بكلمات غامضة وهو يناقض رئيسه المباشر الوزير هيغ ورئيس وزرائه كاميرون لم يجرؤ على الدعوة لمقاطعة كأس العالم في روسيا 2018 وليس سحبها على اعتبار ان هذه الدولة اعتدت على دولة اخرى، فلماذا لا نجد صوتا لهذا الاعلام “الحر”؟ بل اصيب بـ “الخرس” امام الروس، ما اجبنه من اعلام يتشدق بالحريات، لضرب دول أخرى، بعد أن عجز وفشل في ميدان المنافسة الشريفة.

ليس هذا فقط، كأس العالم التي انطلقت الخميس بالبرازيل، ظلت حتى اللحظات الاخيرة تستكمل بناء منشآتها الرياضية التي مات العشرات من العمال وهي تبنى وتسابق الزمن للانتهاء منها عشية افتتاح البطولة، لماذا لم نجد حديثا عن ذلك، او تسليطا للضوء على من مات من العمال وهم يبنون تلك المنشآت؟، حتى المنظمات الحقوقية التي تقبع في بريطانيا لم نجد لها موقفا حقيقيا تجاه أولئك الذين ماتوا خلال بناء ملاعب البرازيل، وكانهم ليسوا بشرا، في حين أن قطر لم تبدأ بعد بوضع “الطوبة الأولى” في بناء هذه المنشآت ونرى الإعلام البريطاني، وشخصيات بريطانية سياسية ورؤساء احزاب تتحدث عن “مئات” من الوفيات وهي تبني المنشآت الرياضية في قطر، وهي لم تبدأ بعد، اي “عهر” لهذا الاعلام الساقط، ومن يسير في ركابه.

ما تتعرض له قطر اليوم حملة منظمة وممنهجة من قبل دول، تستخدم فيها وسائل إعلام ذات أجندات واضحة، تعادي العرب، وتحمل عنصرية واضحة تجاه كل العرب، وتستخسر ان يقام هذا الحدث الرياضي في بلد عربي، وللاسف إن هناك أطرافا عربية تساعد بريطانيا الدولة والمؤسسات الاعلامية للنيل من قطر، وهذه خيانة للامة العربية وللعرب، الذين حتى في جاهليتهم قبل الإسلام كانوا يقفون مع بعضهم البعض، ونتذكر هنا مقولة العرب “انصر اخاك ظالما او مظلوما”.

اقف هنا قليلا للتأكيد على أن كأس العالم في قطر ليست لقطر، بل هي للعرب اجمعين، ولنتذكر ما قاله سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بعد الفوز باستضافة كأس العالم في 2 ديسمبر، وعندها كان سموه أميراً لدولة قطر: “إن انجاز استضافة كأس العالم 2022 هو انجاز لكافة الدول العربية “، مضيفا ” نعدكم ان تكون المنشآت الرياضية عالية المستوى يفتخر بها العرب “.

وتابع سموه: “اعتقد أنها من أيام العرب، إنه إنجاز للدول العربية.. نتمنى ان تنجح قطر في هذه البطولة ويتمكن اخواننا العرب من مشاهدة هذا الحدث “.

هذه كانت الرؤية القطرية.. إنجاز للعرب ولم ينسب لقطر، ومن “يتآمر” اليوم من العرب ضد قطر لسحب ملف كأس العالم، بل ومن يقف متفرجا لا يدافع عن هذا الملف، فهو يخون أمتنا وشعوبنا العربية، ولا يخون قطر فقط.. إنها خيانة للأمة.

هناك عنصرية وتمييز يمارس ضد كل من هو ليس بأوروبي، وهذا قاله بلاتر قبل ايام، ولم يعد سرا، واكد أن الفيفا سيحارب هذا الامر، بل إن قيادات رياضية أوروبية بارزة رفضت المزاعم الباطلة التي توجه للملف القطري عبر الإعلام البريطاني، ومن بينهم الفرنسي بلاتيني والالماني بكنباور وغيرهما.

أعود إلى من يتولى كبر الحملة الظالمة التي تتعرض لها قطر وهي في حقيقتها موجهة للعرب اجمعين بأن يكتفوا بالتفرج على كأس العالم وهي تقام في اوطان أخرى لا تلامس ارضهم هؤلاء تلاقت مصالحهم، وهي باختصار وسائل إعلام بريطانية، بدأت من الغارديان التي “فبركت” موضوعات عن قطر بصور شتى من بينها قضايا العمال، ثم تلقفت بالتنسيق هذه الشائعات وسائل إعلام مدفوعة في الداخل البريطاني وفي استراليا صاحبة الصوت الواحد بلد مردوخ، التي لها مصلحة في الدفع نحو إيجاد “بلبلة” في عملية التصويت كونها كانت في نفس مجموعة قطر، وفشلت في منافسة هذا البلد الصغير مساحة، الذي قدم ملفا لاستضافة كأس العالم 2022 متكاملا ابهر العالم اجمع، بدءا من العناصر الشبابية التي كانت تدير هذا الملف، وقدمته للعالم في حفل الكشف عن الدولة الفائزة، وانتهاء بالتجهيزات الفنية والمواصفات التقنية، التي لن توجدها أوروبا إذا ما اقيمت فيها.

عندما تم التصويت لصالح الملف القطري في 2010 لم يكن الجو في قطر آنذاك جوا أوروبيا، انما قدمت قطر حلولا عالية التقنية، وغير متوافرة في العالم، وصديقة للبيئة، وانبهر العالم بها، لنأتي اليوم ونجد من يتحدث عن الجو الحار في قطر خلال فترة اقامة كأس العالم، وبالمناسبة كأس العالم التي اقيمت في امريكا 1994 درجة الحرارة لم تنخفض عن 46 درجة، ولم نسمع من طالب بنقل كأس العالم من امريكا او تغيير موعد إقامتها، ولم يتحرك الاعلام البريطاني “الشريف” و”النزيه” ليتحدث عن هذا الامر.

تحدثوا في البداية عن الجو الحار في قطر، وعندما رأوا أن حملتهم الظالمة لم تؤت اكلها، اختلقوا لهم قضية العمال، وعندما رأوا أن قطر قطعت أشواطا بعيدة في تعاملها الشفاف مع هذه القضية، وفتحت كل الابواب لرؤية واقع العمال على الطبيعة، سقط من أيديهم، فكان لابد من البحث عن “فبركات” أخرى، فكانت مزاعم الفساد…

ونحن على يقين بان الامر لن يقف عند هذا الحد، وسيعمد القائمون على هذه الحملة العنصرية المبرمجة الى البحث عن مزاعم اخرى، ولن نفاجأ في قادم الايام باثارة قضايا أخرى للطعن في قطر، هذا البلد الذي حقق انجازا في استضافة كأس العالم عجزت عنه بريطانيا الامبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس يوما ما، وإذا بها اليوم تصبح تابعا، تقاد بعد أن كانت أساطيلها تجوب العالم، وتفرض سيطرتها.

ليس عيبا أن تصاب هذه الدولة بـ “الشيخوخة “، لكن ألا تعترف بذلك، وتحاول الإساءة إلى دول أخرى بعد أن خسرت في ميدان المنافسة الشريفة، هذا هو غير المقبول.

قطر التي تستكثر عليها بريطانيا وإعلامها “المسيس” و”المجير” تنظيم كأس العالم، هي التي تغذي بريطانيا بـ ” 20 % ” من الطاقة، والا أصبحت احياء ومصانع في “عاصمة الضباب” مظلمة….

قطر التي تستكثر عليها بريطانيا وإعلامها “المدفوع” تمتلك أعلى ناطحة سحاب ليس في لندن فقط، بل في أوروبا وهي موجودة في لندن وتمثل معلماً بارزاً….

قطر التي تستكثر عليها بريطانيا وإعلامها “غير النزيه” تشغل اليوم آلاف البريطانيين في مشاريعها الاقتصادية العملاقة في “عقر” دارهم…

قطر التي كان يسأل البريطانيون عن موقعها بعد أن فازت بالمركز الثاني في بطولة العالم للشباب لكرة القدم في 1981، هي اليوم في محطة “ساوث هوك” و”برج شارد” و”متاجر هارودز” و”ثكنات تشيلسي” و”بورصة لندن”….

لن ترضخ قطر لابتزاز الإعلام البريطاني، ومن يقف معه، ومن يقف خلفه، ومن يدعمه، ولن تمنح أية امتيازات قد يسعون للحصول عليها في قطر من خلال “حرب قذرة” بعد أن فشلوا حتى في تقديم أنفسهم عبر مشاريع تنموية تتبناها قطر، ليس استعدادا لكأس العالم فحسب، فهذه البطولة ما هي إلا محطة في مسيرة قطر التنموية القادمة، التي ستبهر العالم خلال سنوات قليلة مقبلة، فهناك رؤية وطنية لما بعد.. بعد.. بعد.. كأس العالم.

قيادة شابة في قطر، لديها رؤية واضحة المعالم لعقود قادمة، ولديها خطط ومشاريع تنموية تسابق الزمن، ولديها استراتيجيات تتبناها من أجل بناء وطن لديه طموح مشروع لكي يتبوأ مكانة مرموقة بين الأمم.

لن توقف طموحات قطر “فبركات” هنا أو هناك، ولن توقف تطلعات هذا البلد “مزاعم باطلة” أو “حروب قذرة” تقودها أطراف بائسة،..، ولو لم تفز قطر باستضافة 2022 لحاولت مرة ثانية وثالثة ورابعة وعاشرة..، فقطر قيادة وشعبا لديها إرادة وشعور قوي بأنها قادرة على استضافة مثل هذه البطولات، وأؤكد أننا سنسعى لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية، ولن تقف أمام هذا الطموح أية عقبات مصطنعة، حاولنا مرة وثانية، وسنحاول ثالثة ورابعة.. إلى أن نتمكن من أن نجمع العالم في قطر في تلك الدورة، وسنرى العالم أجمع قد اجتمع قبلها في قطر في 2022.

دولة صغيرة مساحة، قليلة سكانا مقارنة مع دول أخرى، لكن إرادة شعبها إرادة ” فولاذية ” لمن لا يعرف ذلك…

ستقاتل قطر عبر الآليات المشروعة ليس فقط عن حقوقها المشرعية في استضافة الأحداث الرياضية والاقتصادية والسياسية الكبرى..، بل عن حقوق أمتها العربية والإسلامية في استضافة مثل هذه الأحداث، وستحارب ومعها كل الشرفاء في العالم العنصرية التي تمارسها بعض الدول في العالم وعلى رأسها بريطانيا ضد حصولنا على حقوقنا الشرعية…

أمتنا ليست أمة وجدت على قارعة الطريق، أو أنها لا جذور لها..، أمتنا لها تاريخ عريق، وحضارة قدمت للعالم الكثير، ولطالما وفد العالم الى ديارنا ليتعلم.. لن نقبل كأمة عربية أن تمارس عنصرية بغيضة ضدنا، ونحن على ثقة بأن العرب في مجملهم سيقفون مع قطر ضد ما تتعرض له من حملات شعواء مغرضة، عارية عن الصحة، وسيشاهد العرب كأس العالم في 2022 تقام على أرض عربية…

لقد وثق العالم في قطر كما قال سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله عندما كان ولياً للعهد وهو يستقبل الوفد القطري العائد بإنجاز كأس العالم وكانت المنافسة قوية واستطاعت قطر أن تكسب هذه المنافسة بشرف، وحظيت بثقة العالم بعد أن قدمت ملفاً متكاملاً ومميزاً عن الملفات الأخرى.

 

.. ولنا كلمة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x