مقالات

«عبدالدولار» أين ذهبت الملايين التي تسلمتها لتطوير التلفزيون الفلسطيني؟

فريق أوسلو.. والتآمر على القضية

وثائق “الجزيرة” عرّت هؤلاء الاقزام، ووجهت لطمة لهم، افقدتهم الوعي، وهو ما ظهر جليا في التصريحات المتضاربة التي صدرت من قبل هذه الزمرة المتسلطة على القرار الفلسطيني، وبدلا من ان تقوم بتفنيد هذه الجريمة التي كشفت عنها “الجزيرة” هذا العملاق الاعلامي، قامت هذه الزمرة بمحاولة إثارة غبار هنا وهناك، ظنا منها ان المواطن العربي يمكن ان يخدع بالمصطلحات التي يحاول فريق اوسلو من خلالها تبرير جرائمه بحق الامة.

أحد هؤلاء الاقزام الذي تصدر فريق اوسلو لقذف قطر وقيادتها هو المدعو ياسر عبدربه، هو اسم على غير مسمى تماما.. هو ليس عبدا لربه بل هو عبدا للدولار والشيكل.. تاريخه مزيج من العبثية والفشل والانتهازية وسرقة المال العام الذي كان يأتيه من اجل تعزيز ما تعرف بمؤسسات السلطة، فكانت تذهب هذه الملايين من الدولارات الى رصيده الشخصي، وهو ما مكنه من بناء أبراج وناطحات سحاب في دول بالمنطقة.

لم يستطع هذا “القزم” ورفاقه تفنيد ما جاءت به “الجزيرة” وما عرضته من وثائق دامغة بتآمر السلطة، وارتمائها باحضان العدو، وتسليمه ارض فلسطين طواعية، سوى تحويل القضية الى قطر وقيادتها، والحديث عن شفافية قطر، ولم يعرف هذا الغبي ان قطر لم تتفاوض في السر عند اتفاقها مع امريكا لاستضافة القاعدة العسكرية، بل وقعت الاتفاقية على الملأ، وحضرت مختلف وسائل الاعلام ذلك، فهذه الاتفاقية محددة المدة والمهام، ولكن ماذا عن اتفاقياتكم انتم مع العدو الاسرائيلي؟!.. ماذا يعرف عنها الشعب الفلسطيني، ولماذا انزعجتم كل هذا الانزعاج، واصابكم كل هذا الارتباك، اذا لم تكونوا قد اجرمتم بحق هذا الشعب الفلسطيني العظيم، الذي ذاق مرارة القهر والاجرام مرتين؛ مرة على يد اليهود، والثانية على ايديكم يا من تسميتم بـ “المناضلين”، وسرقتم قوت الشعب، وبنيتم ابراجا، وفتحتم حسابات بعملات العالم المختلفة، في دول الشرق والغرب؟!

يتحدث “عبد الدولار” عن الشفافية، ويا ليته يخبرنا، بل يخبر الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره، اين ذهبت الملايين من الدولارات التي تسلمها من احدى الدول العربية لتطوير هيئة التلفزيون الفلسطيني، ويا ليته يخبر الشعب الفلسطيني بحساباته المصرفية وكيف استطاع تجميع تلك الملايين من الدولارات الموجودة في بنوك خليجية وعربية وعالمية، وهو اليساري الذي لم يعرف عنه يوما انه ورث اموالا او عقارات، اللهم إلا البيت الذي ولد فيه، في مدينة يافا الفلسطينية، وهو بيت عائلته، الذي باعه لليهود، وتم تحويله الى مدرسة دينية يهودية، وادعى انهم استولوا عليه، الا انه رفض حتى رفع دعوى ولو شكلية عليهم، وقال في حوار مع قناة “العربية” التي استضافته للتعليق على ذلك: “ليس من الوارد على الاطلاق رفع قضية لاسترجاع البيت”، ونقول له: لماذا ايها “المناضل” من الفنادق لا ترفع دعوى على اليهود لاسترجاع منزل العائلة، مادمت تقول انهم قد استولوا عليه؟، الحقيقة انك تسلمت الشيك، وقبضت المبلغ، وأودعته في رصيدك، ولا تجرؤ على قول كلمة وليس رفع دعوى بحق اليهود.

اذا كان “عبد الدولار” يبيع بيته وبيت عائلته، اليس مستعدا لبيع فلسطين، وهل يمكن لمن باع بيته ان يدافع عن ارض فلسطين او حقوق ابنائها وشعبها؟!.

“عبد الدولار” هو نفسه الذي وقع اتفاق “وثيقة جنيف” مع صديقه الحميم يوسي بيلين، والتي من ابرز ما جاء بها، تجاهل حق العودة للشعب الفلسطيني، فكيف نلومه اليوم على ما جاء بالوثائق التي كشفت عنها عملاق الاعلام الحر والنزيه “الجزيرة”؟!.

“عبد الدولار” نفسه سبق ان اعلن “ان الجانب الفلسطيني لا يوجد لديه مانع من الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل”، فمن يعرف تاريخ هذا الشخص، ومواقفه غير الوطنية، لا يستغرب من كل الوثائق التي تعرض “صفقاته” المشبوهة مع العدو الاسرائيلي.

ما عرضته ” الجزيرة ” طوال الايام الاربعة من وثائق تعري فريق اوسلو، وتظهر تآمره على فلسطين ارضا وشعبا، سواء فيما يتعلق بالقدس او اللاجئين او التنسيق الامني او العدوان على غزة، لهو امر صادم بالفعل للمواطن العربي، الذي ربما كان الاغلبية منهم على قناعة بان فريق التفاوض، ليس مخلصا للقضية، وباع فلسطين لليهود، لكنه لم يكن يملك الدليل على ذلك، لكن بهذا العمل الذي قامت به ” الجزيرة ” فانها قد كشفت المستور، وقدمت الدليل على تآمر ” حفنة ” من ” اللاوطنيين ” مع العدو من اجل مصالح شخصية، والمتاجرة بالقضية الفلسطينية من اجل الثراء والحصول على مناصب ومكاسب ومنافع شخصية، فهؤلاء ليسوا بأمينين على القضية، حتى وان كانت مسمياتهم ” امين ” كما هو الحال مع ” عبد الدولار ” الذي يتولى منصب امين سر منظمة التحرير الفلسطينية.

لن يغفر التاريخ، ولن تغفر الشعوب، طال الزمان او قصر، للمتاجرين بقضية فلسطين، فهؤلاء مصيرهم جميعا ” مزبلة ” التاريخ، ولن يذكروا الا مع الخونة، الذين ساروا في ركب المحتل، فكانوا جزءا منه.

اما القدس وفلسطين، فلها الله، ولها الشرفاء في هذه الامة، ولن يستمر اليهود في العلو في الارض، حتى وان كانوا اليوم يصولون ويجولون في ارض وسماء فلسطين، فان مصيرهم الى زوال، فقد سبقهم الصليبيون، الذين احتلوا القدس قرابة 100 عام، لكن تم اخراجهم، وتطهير القدس وارض فلسطين من دنسهم، وعادوا خائبين، لكن ما ميّز الامة في تلك الفترة أنه على الرغم من وجود خونة لم يكن هناك من يجرؤ على بيع ارض فلسطين، على الرغم من حالة التردي والتراجع والضعف الذي كانت تعيشه الامة، فقد ظلت تقاوم الى ان جاء صلاح الدين ليحررها، ورفض السلطان عبدالحميد من ان يبيع ولو شبرا واحدا لليهود، في وقت كان احوج ما يكون للمال لانقاذ الدولة من الانهيار، الا انه اصر ان ارض فلسطين هي وقف للامة كلها، ولا يجوز التفريط بها، او بيع جزء منها.

الا اننا نشاهد اليوم من يتسابق لبيع فلسطين كلها، وليس جزءا منها، وعندما تكتشف المؤامرة لا يحاول نفيها عبر الادلة والبراهين، انما يسعى الى اثارة الغبار، والصياح، والشتم، والتهريج..، الا يكفي التهريج فيما يعرف بالمفاوضات، الا يكفي الضحك على الشعب الفلسطيني والعربي طوال السنوات الماضية من عمر ما تسمى بعملية السلام، التي هي في حقيقة الامر مجرد سراب.

لا نستغرب من ” نعوق ” ” عبد الدولار “، وحالة الهستيريا التي اصابته وفريقه المناضل في قصور رام الله، عندما افتضح امرهم، وكشفت سوءاتهم، وتمت تعريتهم امام الرأي العام الفلسطيني والعربي، من خلال الوثائق التي بثتها ” الجزيرة “،  التي اظهرت كيف لهذه الفئة باعت الاوطان، وتآمرت مع العدو على تصفية القضية الفلسطينية، وضحكت على الدول والشعوب العربية بالقول انها في الصفوف الاولى للدفاع عن فلسطين، واذا بها اول البائعين لفلسطين ارضا وشعبا ومقدسات…

يكفي خداعا وكذبا يا فريق اوسلو على الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات.. آن الأوان للشعب الفلسطيني ان يختار قيادته الشريفة المدافعة عن حقوقه المشروعة، المخلصة لقضاياه الوطنية.. آن للشعب الفلسطيني ان يلفظ الخونة من بين ظهرانيه، ويعيد توحيد وترتيب صفوفه..، فهل حان الوقت لذلك، ام ان هناك فصولا جديدة من الخيانة سوف نشهدها خلال الايام المقبلة؟.

 

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x