مقالات

عفواً أشقاءنا في الإمارات: تعرفون من يزرع شبكات التجسس ويدير الانقلابات

إذا كانت رسالة رسمية تصل بعد 120 يوماً فلا أستغرب من الرد بعد 20 يوماً!

يظهر أن الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة يعيشون خارج الزمن، فبعد “فضيحة” الخارجية الإماراتية بوصف الرسالة التي بعث بها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي إلى سمو الأمير المفدى وسلمت في 12 مارس الحالي، بأنها رسالة “مجاملة” أرسلت في 12 ديسمبر 2013، أي أنها وصلت بعد “4” أشهر، يأتي الرد على مقالي المعنون “قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين” بعد 20 يوما من نشره، من خلال تعقيب نشر أمس الأول في الزميلة “البيان”،  خلا من أبجديات الكتابة الصحفية، مما يشير إلى أن الرد جهز في “المطبخ الأمني” لتكون الزميلة “البيان” مجرد ناشر، لا حول له ولا قوة، وألتمس لهم العذر في ذلك، فالذي ادعى أن رسالة بين أبوظبي والدوحة لا تفصل بينهما أكثر من 500 كم برا يستغرق وصولها 120 يوما، وكأنها ارسلت عبر “سلحفاة”، يمكنه بعد ذلك ان يقول اي شيء.

عذرا على هذه المقدمة التي كان لابد منها، حتى يعرف القارئ مدى ما وصل إليه الأشقاء في الإمارات العزيزة من تدهور في الرؤية، فمقالي كان واضحا وضوح الشمس في فصل الصيف الخليجي، وما أحلاه في هذا البيت الخليجي، الذي دخل فيه “الغرباء” عبر استشارات “أمنية” و “سياسية” ليهدموا بيتنا الخليجي.

بعد “20” يوما على نشر مقالي يأتي بيان الأمن- عفوا الرد بصيغة ركيكة بعيدا عن أي معلومة يمكن الحديث عنها- ولكن بالرغم من ذلك أكتب هذا المقال لنؤكد للزملاء بل للاخوة الأعزاء في الإمارات الشقيقة أننا نتحدث علانية دون التخفي خلف مصادر مجهولة كما يفعل الأشقاء، تعلمنا في قطر ان نبدي رأينا وان اختلفنا مع الآخرين إلا اننا نختلف برجولة، ونقول رأينا بكل صراحة، دون تجريح أو إساءة أو سب، هكذا قطر وهكذا أبناؤها.

يرفض أشقاؤنا القول إن قضية الخلاف الحقيقية بين قطر والدول الثلاث التي سحبت سفراءها من الدوحة، تتعلق بخارج الاقليم، وبالأصح بـ “الملف المصري” فلماذا يرفض اشقاؤنا أن يضعوا أيديهم على الجرح، ويعلنوا صراحة أين موقع الخلاف..؟ وهذا ليس عيبا أن نختلف في ملفات خارجية، فكما قلت سابقا وأكررها الاتحاد الاوروبي تختلف دوله في العديد من الملفات، لكنها لا تقدم على ما أقدم عليه أشقاؤنا من سحب للسفراء.

أشقاؤنا في الإمارات “تورطوا” في دعم الانقلاب في مصر، ويريدون أن “يورطوا” كل الخليج في ذلك، فبالرغم من دفعهم للمليارات لايقاف الانقلاب على “رجله” إلا أنهم لم يستطيعوا حتى هذه اللحظة ايقافه ولو بـ “عكاز”، فلم يجدوا شماعة لهذا الفشل إلا قطر، والادعاء بان قطر تدعم “الاخوان” الذين يشكلون قاطرة الشرعية، وان كان اليوم الغالبية العظمى من الشعب المصري بات مشاركا في الحراك الرافض للانقلاب.

كنت أتمنى ان يقدم لي البيان “الأمني” معلومات عن الدعم القطري لزعزعة الأمن الخليجي، حتى أكون على دراية كافية بمن يزعزع الأمن في الخليج، وحتى يكون لدي علم بمن يقوم بدعم محاولات انقلابية في دول خليجية عام 1996، أو بمن يقوم بزرع شبكات عملاء والتجسس على دول شقيقة ومجاورة، كما أعلنت هذه الدولة العظيمة التي تحلى سلطانها بحكمة وحلم شديد في عام 2011..، تعرفون جيدا أيها الأشقاء من هو المتورط في هذه العمليات أليس كذلك؟.

عذرا على هذا الكلام، لكن واجب علي الدفاع عن وطني بطرح الحقائق وليس بقلب الحقائق كما تفعلون، وتدعون انكم تحرصون على أمن الخليج ووحدته.

تتحدثون عن دعم “الاخوان”، ولم تقدموا دليلا واحدا على هذا الدعم “الهلامي” أيها الأشقاء الأعزاء، نعم قطر لديها علاقات مع الاخوان المسلمين، وليس لديها “فوبيا” الاسلاميين كما هو الحال بالنسبة لكم، نتعامل مع الجميع بفكر منفتح، ورؤية واضحة، وشفافية في الحوار، دون خوف أو فزع من هذا أو ذاك.

لم نتحدث عندما اعتقلتم مواطنيكم وقلتم انهم “ارهابيون” ينتمون الى خلايا “اخوانية” تريد قلب نظام الحكم، ولا أريد الحديث في ذلك، لكنكم اعتقلتم مواطنا قطريا دون توجيه تهمة حقيقية يستحق عليها التوقيف لمدة يوم واحد وليس السجن 7 سنوات.

في بداية الأمر نفيتم حتى اعتقاله أليس كذلك، وقال الأمن في دبي “لا نعرف عنه شيئا”، على الرغم من انكم “اختطفتموه” من مطار دبي، وتم تحويله الى الاجهزة الامنية في ابوظبي، وبعد أيام من اعتقاله اعترف الأمن في دبي باعتقاله وتحويله الى ابوظبي، وبعد عام كامل من “التعذيب” وسوء المعاملة، وجلسات محاكمة صورية دون السماح لاقربائه بحضورها، اللهم عدد محدود من المحاكمات سمح لواحد من ابنائه بالحضور، حكمتم عليه بالسجن لـ ” 7 ” سنوات، وحتى هذه اللحظة اتحدى ان تعلنوا عن التهمة الحقيقية لهذا المواطن القطري.. ان تعلنوا بكل وضوح وأمام قضاء عادل ومنظمات حقوقية دولية التي لم يسمح لها اصلا بدخول الامارات وليس حضور المحاكمات!! ما هي تهمة المواطن القطري د. محمود الجيدة، وحتى ابناؤه لا يعرفون هذه التهم.

والغريب انهم يدعون ان الجيدة كان “مشروعا” لزعزعة الأمن في الشقيقة الإمارات، وأتساءل كيف يكون ذلك وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي قام خلال فترة اعتقال الجيدة بثلاث زيارات للدوحة، طالما كانت هناك تهمة واضحة على الجيدة بأنه “مشروع انقلابي” لماذا هذه الزيارات؟.

والأمر الآخر، ألم يقم سمو الشيخ محمد بن زايد بالاشادة بعلاقات الامارات مع قطر قبل نحو شهرين!!، طالما هناك تدخل قطري في شؤون الامارات لماذا لم يتم اعلان ذلك، كما فعلت الشقيقة التي يقودها الحكيم السلطان قابوس، عندما أعلنت عن شبكة التجسس والدولة التي قامت بها في عام 2011.. أليس كذلك؟

أمر مضحك أن ترددوا ان هذا المواطن القطري كان يريد قلب نظام الحكم بالمال، والله أخجل من ذكر هذه التهمة، وانصحكم بألا تذكروها، لأن العالم سوف يضحك عليكم، شخص سيقلب نظام حكم بـ “فلوس”!!.

أحبتي في الإمارات.. أقول ذلك لأنني اخشى على البيت الاماراتي كما حرصي على البيت القطري.

تقولون لديكم من “الاخوان”، اقول نعم يأتي إلينا من “الاخوان” رجالا بين فترة واخرى، وان جلسوا فهم ضيوف دون ان يتدخلوا بشؤونكم، وليسوا مطلوبين جنائيا او مطلوبين على قضايا فساد او قتل او هاربين من احكام قضائية..، ولكن ماذا عنكم، فانتم تستضيفون كل الذين لفظتهم شعوبهم، ومن هم مطلوبون جنائيا، ومن هم مطلوبون على قضايا فساد وذمم مالية، ويقومون بالاساءة الجارحة لدول الخليج ليل نهار، ولا أحب أن أقول أنكم أصبحتم ملجأ للمطلوبين، لكن هذه هي الحقيقية، فأنتم تستضيفون المطلوبين من شعوبهم من مصر وسوريا واليمن وفلسطين وليبيا.. فلماذا لم تقوموا بتسليمهم لدولهم وهم عليهم قضايا فساد وبعضهم اياديهم ملطخة بالدماء.. قتلة..؟.

تتحدثون عن الاخوان المسلمين.. اقطعوا علاقاتكم بدولة الكويت الشقيقة، التي يمثل الاسلاميون فيها جلهم من الاخوان التيار الأقوى، ولديهم تمثيل كبير في البرلمان، ومواقفهم مشرفة وناصعة البياض…

اقطعوا علاقاتكم مع الشقيقة البحرين، الذين يشكل الاخوان  فيها عصب التيار الاسلامي، ناهيكم عن الدول الاخرى التي لا مجال لذكرها.

التغريد خارج السرب.. أي سرب هذا الذي تريدون منا أن نغرد من خلاله.. هل تريدون منا أن نشارككم مواقفكم الداعمة للانقلاب في مصر، او تأييد بقايا رجال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ودفع المليارات لبعض الشخصيات من اجل زعزعة الامن في اليمن الشقيق، أو دعم انقلاب في ليبيا، أو مواقفكم في مالي، أو دعم إيجاد “تمرد” في غزة وتونس..، يا ترى من يغرد خارج السرب العربي والاسلامي؟!.

والمضحك أنهم يقولون إن قطر تدعم الحوثيين.. استغرب من هذا الاتهام الذي ردده بيان الأمن ونشرته الزميلة “البيان”، علما بأن شقيقتها “الإمارات اليوم” وتصدر من نفس المؤسسة نشرت في يناير الماضي أن الحوثيين يتوقعون نهاية مؤلمة لقطر جراء دعمها لـ “الاخوان”، فيا ترى قطر تدعم “الاخوان” أم “الحوثيين”؟.. حددوا موقفكم حتى يكون لديكم ولو “ذرة” من المصداقية؟!.

أشفق كثيرا على الإعلام في الإمارات وعلى بعض الشخصيات المطلوب منها أن تدافع عن موقف الشقيقة الإمارات ليس فقط حيال خلافها مع قطر، بل حيال مواقفها المختلفة، أشفق عليهم لأنهم يدافعون عن قضايا خاسرة بحق، وليس الاعلام القطري، الذي يدافع عن قضايا الشعوب المضطهدة، ويلامس قضايا الامة بكل مصداقية ومهنية، وهو ما تعلمناه من قطر.. القيادة والشعب.

في قطر عندما يكون هناك خلاف نقول ان هناك خلافا، ونحدد ذلك، لأنه لا يمكن ان نعالج جروحنا اذا لم نحدد مكان المرض، ونعالجه علاجا حقيقيا، وليس مجرد “تخدير”، و”حب خشوم”.

نريد علاقات اخوية صادقة مبنية على الثقة فيما بيننا أيها الاشقاء في الامارات، التحديات التي تواجهنا واحدة، كثيرة ومتعددة، ولن تستطيعوا لوحدكم مواجهتها، ولن نستطيع نحن لوحدنا ان نواجهها، ولن تستطيع اي دولة خليجية لوحدها ان تواجه ذلك.. علينا ان نعي دروس التاريخ، ونستحضرها جيدا، وان نعمل جميعنا لرص الصفوف، وبناء البيت الخليجي على أسس حقيقية صحيحة وسليمة، فنحن جميعا رضينا أو أبينا.. مصيرنا واحد.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x