مقالات

غياب مراكز الطوارئ على الطرق الخارجية

غالبية الحوادث القاتلة كما نعلم تقع على الشوارع الخارجية، سواء كان ذلك على طريق الشمال او ابو سمرة او الطرق الجنوبية، وللاسف ان نزيف هذه الحوادث لا يزال مستمرا وعدد من الحوادث ذهبت اسر بكامل افرادها نتيجته. هذه الطرق الخارجية تخلو من امر مهم جدا وهو وجود سيارات الاسعاف التي ترابط على هذه الطرق، فما يحدث حاليا انه اذا ما تم الابلاغ عن حادث على طريق ابوسمرة مثلا، تنطلق سيارة اسعاف من احد المراكز الصحية او ربما من مستشفى حمد العام، والى ان تصل تلك السيارة يكون المصابون جراء الحادث قد لقوا مصرعهم، اذن ما الحل؟ كان يفترض ان تكون هناك محطات خاصة بسيارات الاسعاف على الطرق الخارجية، تكون جاهزة للانطلاق في اي لحظة يقع فيها حادث، وتكون هذه المحطات على مسافات متقاربة فيما بينها، ولكن هذا الامر غير موجود حاليا، وربما الاخوة بمؤسسة حمد الطبية يقولون ان مثل هذه الخطوة بحاجة الى موازنات مالية، وان كانت هذه الموازنات اعتقد من السهولة اعتمادها، فالانسان يشكل الثروة الحقيقية بالنسبة لدولتنا، وتخصص من اجله الموازنات، فما بالكم بالجانب المادي، الذي من المؤكد اذا ما طلب لانشاء مثل هذه المراكز او المحطات لتمت الاستجابة له. ولكن لو كانت هناك جدية من قبل مؤسسة حمد الطبية لايجاد مثل هذه المراكز لتم التفكير في بدائل اخرى، من ذلك مثلا ايجاد مراكز لسيارات الاسعاف بصورة مؤقتة في محطات البترول التي تقع على الطرق الخارجية، بحيث تتيح تحركا اسرع في اي عملية انقاذ لضحايا الحوادث بصورة عاجلة، وعلى مدار الساعة. لا اعتقد ان الموازنات المخصصة لمؤسسة حمد الطبية تعجز عن ايجاد مثل هذا العمل المؤقت لحين انشاء مراكز متقدمة تتوافر بها كافة الخدمات الصحية الطارئة، خاصة ان هناك 300 سيارة اسعاف لدى المؤسسة، واكثر من 600 مسعف يعمل في الطوارئ، اضافة الى ان الدعم المقدم لخدمات الاسعاف يزيد على 100 مليون ريال، والدعم الاداري يقدر بنحو 22 مليون ريال، وهو ما يسمح بتخصيص عمل اضافي على مدار الساعة. لا نريد استمرار الضحايا على الطرق الخارجية، التي يزيد “الطين بلة” كما يقولون وجود اعمال طرق وصيانة وحفريات على امتدادها شرقا وغربا وجنوبا وشمالا، وهو ما يتطلب العناية بهذه الطرق بصورة اكبر، وتوفير مراكز طوارئ في نقاط متقاربة لحماية ارواح السائقين على هذه الطرق، فهل تستجيب وزارة الصحة العامة ـ وليس مؤسسة حمد الطبية ـ للقيام بتحمل مسؤولياتها بصورة اكبر تجاه مستخدمي الطرق؟

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x