مقالات

«مغامرات» غير محسوبة

على خلفية حملة الغارمين التي نظمتها جريدة “الشرق” خلال شهر رمضان المبارك، تلقينا العديد من الرسائل التي يتحدث أصحابها عن تراكم ديون عليهم جراء الدخول في “عمليات غير محسوبة” العواقب، ومن ثم الدخول في نفق مظلم لا تعرف نهايته، كما هو الحال مع رسالة أبو عبدالله، التي أعرض جانباً منها، يقول الأخ الفاضل أبو عبدالله الذي “كبلته” الديون البنكية، بعد إقدامه على “صفقات” أو “مغامرات” -أيا “كان مسماها -وكانت للأسف الشديد خاسرة”: “في البداية أود أن أشكركم جزيل الشكر على ما تقدمونه من جهود جبارة لحل بعض من مشاكل المحتاجين وما لفت نظري هو “حملة الغارمين”، لكن في هذا المقام أود أن أطرح عليك موضوعاً شبيهاً بذلك هو الديون البنكية والمستمرة أقساطها طول العمر. كثير من الشباب وأنا منهم قد أغرتنا الدنيا وغرقنا في الديون، وفي كثير من الخصوصية أشرح لك موضوعي عسى أن يهديك الله ان تجد لنا حلاً. باختصار أنا موظف في شركة وراتبي جيد جداً ولكن كما تعرف الإعلانات الرنانة من قبل البنوك وأثناء فورة الأسهم ونصيحة بعض أصدقاء السوء تقدمت لطلب قرض شخصي من أحد البنوك واشتريت أسهماً وكنت فرحاً بما انجزت، وفي حساباتي أني سأكون قادراً على سداد الدين في أقرب وقت، ولكن نزلت الأسهم وخسرت حوالي ثلاثة أرباع المبلغ المقترض، وملتزم بدفع الأقساط للبنك وأنا على هذا الحال تقريباً منذ سنتين وألاحظ ان المبلغ لا ينقص أي بعد سنتين من دفع الأقساط وتأجيل قسطين فقط إلا أني لا أرى أي نقص في إجمالي الديون. وبهذه الطريقة فاني سوف أدفع أقساطاً طول عمري. * التعقيب: ربما مشكلة أخينا أبو عبد الله هي نموذج لمشاكل أخرى واقع بها بالفعل المئات من المواطنين، الذين يقدمون على”مغامرات غير محسوبة”..  أو يدخلون للبحر ظنا منهم ان السمك سوف يستقبلهم بالترحاب، دون معرفة بالبحر، أو خبرة بالاصطياد، وهو ما ينطبق بالفعل على عدد من المواطنين الذين طرقوا باب الأعمال الحرة أو شراء الأسهم، و”غامروا” بوضع كل ما لديهم من مال ومدخرات – أو كما يقول الأخوة المصريون تحويشة العمر- دون سابق خبرة أو الاستعانة بمن لديهم خبرة في هذا المجال، ثم تعرضوا لنكسات غير محسوبة، قضت على كل ما لديهم من مدخرات.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x