حوارات

جاويش أوغلو: علاقاتنا مع قطر ممتازة وجهودنا المشتركة قدوة لدول المنطقة

وصف سعادة وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو العلاقات بين الدوحة وأنقرة بالممتازة، مؤكدا خصوصية العلاقة التي تربط البلدين الصديقين وسعيهما الدؤوب ومبادراتهما المستمرة لدعم الاستقرار في المنطقة، وشدد في حوار خاص لـ الشرق على أن هذه الجهود المشتركة ستدفع بعلاقات البلدين السياسية للأمام بحيث تشكل قدوة لدول المنطقة. وقال ان البلدين يتعاونان تجاه القضايا الإقليمية وحل أزمات المنطقة، وهما يبذلان كافة الجهود لترسيخ الاستقرار وتقديم المبادرات المشتركة المتسمة بالمسؤولية، وعبر سعادة وزير الخارجية التركي عن سعادة سلطات بلاده باستقبال المستثمرين القطريين وتقديم التسهيلات اللازمة لهم، مؤكدا أن العام المقبل 2015 سيكون عاما ثقافيا مشتركا للبلدين،

وفيما يتعلق بالشؤون الإقليمية اكد الوزير أن السياسة الخارجية التركية ستكون كسياسة حزب العدالة والتنمية في المرحلة السابقة، ورحب الوزير بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، مؤكدا ضرورة تغيير العقلية السابقة في التعامل مع المشاكل السياسية وتهميش السنة، وعبر عن اعتقاده بأن سياسة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي ضد السنة، أدت لالتحاق بعض الأطراف بالجماعات الإرهابية..  وفي الشأن الفلسطيني اعتبر الوزير أن رفع الحصار عن قطاع غزة هو أساس استمرار العلاقات مع إسرائيل.. وقال ان أهم شرط لتثبيت الهدنة في غزة هو رفع الحصار. مؤكدا استمرار بلاده في العمل على تحقيق ذلك. وشدد الوزير التركي على ضرورة العمل للتوصل الى حل للازمة السورية. مؤكدا إصرار بلاده على تطبيق اتفاق جنيف بالكامل ودعم جهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للأزمة السورية ستيفان دي مستورا.. الشرق التقت سعادة وزير الخارجية التركي في زيارته الأولى للدولة بعد توليه منصبه على رأس الخارجية التركية حيث خص الشرق بهذا الحوار..

***

◄ نبارك لكم بالمنصب الجديد ونرحب بكم في قطر في جولتكم الأولى في المنطقة.. بداية كيف تصفون العلاقات القطرية التركية في هذه المرحلة والتنسيق السياسي تجاه قضايا المنطقة؟

► العلاقات القطرية التركية هي علاقات ممتازة وعلى المستوى السياسي يمكن القول انها فوق العادة والعلاقات بين حضرة صاحب السمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني وفخامة رئيس الجمهورية التركية رجب طيب اردوغان هي علاقة أخوية وكذلك العلاقات على المستوى الوزاري، وعلى المستوى الاقتصادي أيضا هي علاقات ممتازة وكذلك في مجال التعاون الدفاعي وهناك الكثير من الشركات التركية العاملة في قطر ونأمل أن تساهم تلك الشركات في تمتين علاقات الاخوة وفي دفع الازدهار الذي تشهده قطر.. وبعون الله سيكون عام 2015 العام الثقافي القطري التركي وسنفتتح في قطر مدرسة تركية ومركزا ثقافيا تركيا، وخلال لقائنا مع سعادة وزير الثقافة والفنون والتراث القطري د. حمد الكواري علمنا أن هناك توجها لافتتاح مركز ثقافي قطري في تركيا.. ان العلاقات القطرية التركية هي علاقات أخوية متينة تستند الى الماضي العريق والتاريخ المشترك وهي تتطور وتتعزز يوما بعد يوم، ان التعاون بين البلدين مستمر وهو يتسم بالخصوصية، وهناك إمكانات كبيرة يمكن استغلالها للتعاون في المجال الإنساني والثقافي والاقتصادي والسياسي، ويمكن القول ان علاقات تركيا وقطر في المجال الاقتصادي هي علاقة مميزة ومثيرة للإعجاب، وأنا أشعر بالفخر وأنا أتابع انجازات الشركات التركية في قطر، ان أساس العلاقات الاقتصادية بين تركيا وقطر هو الاستثمار والتبادل التجاري والٌاقتصادي، ولاشك أن تلك العلاقات المتسعة في المجال الاقتصادي ستنعكس على المجال الثقافي وستتيح الفرص أمام شعبينا للتعرف على ثقافتي البلدين، وهناك تركيز ايضا على تنشيط الجانب السياحي، وقد شهدت السنوات الماضية زيادة ملحوظة في عدد السياح القطريين الذين يقصدون المرافق السياحية التركية، وهناك تعاون ثقافي مميز ومشاريعنا المشتركة تزداد على هذا الصعيد، ان الدوحة وانقرة تتعاونان تجاه القضايا الاقليمية وحل ازمات المنطقة وهما تبذلان كافة الجهود لترسيخ الاستقرار وحل المشكلات، وهذه الجهود المشتركة ستدفع بعلاقاتنا السياسية للامام بحيث تشكل قدوة لدول المنطقة،ان مبادراتنا المشتركة لحل أزمات المنطقة تتسم بالمسؤولية.

◄ الاستثمارات المشتركة

◄ كيف يمكن على الصعيد الاقتصادي ان يحظى رجال الأعمال القطريون بمشاريع استثمارية في تركيا؟

► إن الاقتصاد التركي شهد قفزة كبيرة خلال العشر سنوات الأخيرة وهذا التقدم مستمر على الصعد المالية والاستثمارية وهناك فرص تجارية على مستويات التجارة والزراعة ونحن يسرنا ان يستثمر إخواننا القطريون في هذه المجالات ونحن ندعم إخواننا القطريين بما نستطيع كسلطات تركية.

◄ هل يمكن القول ان السياسة الخارجية التركية سوف تشهد تغييرا في ظل تغير رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية؟

► ان السياسة الخارجية التركية ستكون كسياسة حزب العدالة والتنمية في المرحلة السابقة وستتبع مصالحنا القومية والقيم العالمية وستحافظ على التوازن بين هذين المبدأين كما أن سياستنا الخارجية ستكون قدوة في تأسيس الاستقرار ودعم التنمية في المنطقة برمتها وسنتخذ موقفا لصالح الشعوب المحتاجة والمظلومة في كل العالم، وستتطور علاقاتنا مع حلفائنا التقليديين، كما أننا سنقوم بتطوير علاقاتنا الثنائية مع كافة دول المنطقة، وسندعم الدبلوماسية المتعددة الأطراف لحل المشاكل وترسيخ الاستقرار الدائم.

◄ توتر العلاقة مع اسرائيل

◄ شهدت العلاقات التركية الإسرائيلية توترات في المرحلة الماضية خاصة عقب العدوان الإسرائيلي على غزة.. كيف تنظرون لمستقبل تلك العلاقات؟

► ان سياسة تركيا تجاه إسرائيل في الماضي الى اليوم ترتبط بتحقيق شرطين هما احترام اسرائيل لحقوق الانسان واحترام حقوق الشعب الفلسطيني. لقد هاجمت إسرائيل سفينة مرمرة وقتلت عشرة من المدنيين الاتراك الأبرياء في شهر مايو 2010، وقد كانت السفينة من تنظيم منظمات أهلية وبعد ذلك طالبنا إسرائيل بالاعتذار وتقديم تعويض مالي لعوائل الشهداء الذين حاولوا تقديم المساعدات الاغاثية للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، واسرائيل أصرت على عدم التحرك أو تقديم الاعتذار ولذلك اتخذت تركيا قرارا بتخفيض العلاقات الدبلوماسية الى أدنى مستوى في العام 2011، ان قرار تركيا باتخاذ موقف حاسم ضد اسرائيل اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتقديم الاعتذار عن عملية الاعتداء على سفينة مرمرة، كما ان الموضوع الثالث الذي تتعلق به علاقتنا مع إسرائيل هو رفع الحصار عن قطاع غزة، وهجمات إسرائيل وعدوانها في شهر يوليو الماضي الذي استهدف قطاع غزة انعكس سلبا على علاقاتنا مع تل ابيب، وبعد إقرار الهدنة بين إسرائيل والفلسطينيين كان لزاما على إسرائيل ان ترفع الحصار عن قطاع غزة.

◄ رفع الحصار عن الفلسطينيين

◄ كيف يمكن ان تعمل تركيا مستقبلا على رفع الحصار ودعم حقوق الفلسطينيين؟

► ان تركيا تنحاز دوما للمظلومين وأصحاب الحقوق وليس للقوي، وهي تدعم حقوق أشقائنا الفلسطينيين في كافة المحافل الدولية، وبعد العدوان الإسرائيلي الأخير ضد قطاع غزة في يوليو الماضي سعت تركيا من خلال المبادرات لإقرار هدنة دائمة ووقف إطلاق النار، إن السلطات التركية تبادر دائما إلى التواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية لتثبيت الهدنة، وأهم شرط لتثبيت الهدنة الذي ينبغي التركيز عليه حاليا هو رفع الحصار عن قطاع غزة، وأخيرا فان سلفي رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود اوغلو وهو الآن ينشغل منصب رئاسة الوزراء في بلادي، اقترح في اجتماع مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي إطلاق خطة عمل لحل أزمة حصار قطاع غزة.. وترتكز الخطة المقترحة على ترسيخ الهدنة الدائمة ورفع الحصار عن قطاع غزة بشكل كامل، وتركيا سوف تستمر في عملها الدؤوب لرفع الحصار عن قطاع غزة.

◄ كيف تنظرون الى التغيرات السياسية المتسارعة في العراق وما هو موقفكم من الحكومة الجديدة وكيف ترون الخطر الذي يمثله تنظيم داعش؟

► ان تركيا تؤكد الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية ودعم الاستقرار السياسي، وفي هذا السياق فهي ستواصل تعاونها وتواصلها مع كافة الأطراف السياسية المعنية بالعملية السياسية في العراق وقد شكلت الانتخابات البرلمانية في ابريل 2014 بداية لإعادة إطلاق العملية السياسية ونحن نرحب بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة ومنح الثقة لرئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر عبادي، وان أبارك له من موقعي كوزير خارجية،ان الحكومة العراقية السابقة كانت تتبع سياسة متحيزة ضد السنة وهذه السياسة اضطرت بعض الأطراف لدعم بعض الجماعات الارهابية، ومع تغيير الحكومة يجب ان تتغير العقلية المتبعة لحل المشاكل السياسية.

◄ لقد انخرطت تركيا بقوة في الأزمة السورية كيف تنظرون للتطورات الأخيرة وهل ترون إمكانية للحل السياسي مع إصرار النظام على الحل العسكري الأوحد؟

► لقد دخلت الأزمة السورية عامها الرابع مع نتائجها الكارثية وقد سقط في تلك الكارثة أكثر من مائتي الف سوري وقد طالت الأزمة عشرة ملايين سوري وهذا يعادل نصف عدد سكان سورية، وهناك ستة ملايين ونصف مواطن سوري هجروا من بيوتهم، وما زالت السلطة السورية تتبع سياسة التجويع ضد السوريين لإجبارهم على الاستسلام وهذه السياسة تعتبر من ضمن جرائم الحرب، هناك 250 الف سوري في حلب والشام محرومون من الغذاء والمستلزمات الصحية ووفقا لمصادر اليونيسيف فان أكثر من مليون طفل سوري يقبعون حاليا تحت الحصار، إن النظام السوري هو المسئول الوحيد عن هذه الأزمة الإنسانية وهو في سبيل البقاء في السلطة يستمر في حملته القمعية ضد الشعب السوري وهجماته برا وجوا بأسلحته الثقيلة، وقد استخدم 421 صاروخا بالستيا عابر للقارات، إن صلة القرابة والجوار التي تربطنا بالشعب السوري جعلتنا نتخذ موقفا مساندا لحقوق الشعب السوري منذ بداية الثورة السورية، ولم نتنازل عن موقفنا، اننا نتبع سياسة الباب المفتوح تجاه الشعب السوري لذلك أقمنا أكثر من 220 مخيما تؤوي ما يقارب مليون لاجئ سوري وقد أنفقنا أكثر من ثلاثة مليارات دولار لإغاثة وإيواء اللاجئين، وقد أقرت الأمم المتحدة أسس إغاثة اللاجئين السوريين بإصدار القرارين 2139 – 2165  وقد قدمت تركيا أكثر من مائتي شاحنة من المواد الإغاثية من معبر باب الهوى ومعبر باب السلامة ومعبر القامشلي.

يجب العمل للتوصل الى حل الازمة السورية وبلادنا مصرة على تطبيق اتفاق جنيف بالكامل ونحن ندعم جهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للأزمة السورية ستيفان دي مستورا.

◄ كيف تصفون علاقتكم مع الاتحاد الأوربي وهل من جديد على صعيد ملف انضمام تركيا للاتحاد؟

► ان التوجه للانضمام للاتحاد الأوروبي سيشكل الأساس للقوة الدافعة لتركيا وهذا التوجه يتضمن عدة عناوين أهمها تطبيق اشتراطات الاتحاد الأوروبي، وبقدر ما يظهر الملف بأنه ملف تقني يمكن بالإجمال القول إن العملية هي عملية سياسية، وفي حالة إزالة العقبات السياسية فإننا مستعدون لاتخاذ الإجراءات اللازمة للانضمام، وفي برنامج حكومتنا الجديدة يشكل الانضمام للاتحاد الأوروبي خيارا استراتيجيا ونحن مستمرون بالإصلاحات اللازمة على كافة المستويات بما يتلاءم مع قوانين الاتحاد الأوروبي، وبعد إجراء انتخابات البرلمان الأوروبي في مايو الماضي لانتخاب رئاسة جديدة هناك مجال اكبر للتعاون مع رئيس البرلمان الجديد دونالد توسك ومع رئيس لجنة الاتحادية الأوروبية ومسؤول السياسة الخارجية الجديدة في الأتحاد الاوربي موغاريني، وآمل ان تتعزز علاقاتنا مع تلك القيادات الأوروبية الجديدة. ان اهم المشاكل التي يعاني منها الاتحاد الأوربي هو اعتقاد البعض بان دخول شعوب جديدة على الاتحاد ستؤثر على رفاهية الاتحاد ولكن على الاتحاد ان يتوسع لصالح رفاهية شعوبه وتعزيز الديمقراطية،ان انضمام تركيا الى الاتحاد الأوربي سيعزز الاتحاد وديناميته وتنوعه.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x