حوارات

رئيس المجلس الوطني للثقافة: دعم الأمير وولي العهد وراء مكاسب القطاع الثقافي

أشاد سعادة الشيخ مشعل بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث بالدعم اللا محدود الذي يلقاه القطاع الثقافي من لدن حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وسمو ولي عهده الأمين، وهو ما أسفر عن تحقيق مكاسب عدة للثقافة والتراث والأدب، وأوجد حراكا نشطا، وما المهرجان الثقافي إلا نموذج لذلك. وقال سعادته في حوار مع  هو الاول من نوعه مع الصحافة المحلية منذ توليه رئاسة المجلس معلقا على فعاليات- المهرجان الثقافي السادس إن المهرجان بفعالياته المختلفة ناجح، وما الحضور الكبير للنخب الثقافية والأدبية والفكرية، إلا وأشار إلى أنخير شاهد على ذلك، إضافة إلى الأعداد الكبيرة من المتابعين والجمهور الذين يترددون على مختلف الفعاليات.

المجلس سيدرس امكانية تمديد أيام المهرجان في دوراته القادمة بسبب حجم الفعاليات وتنوعها وتعددها، وهو ما يتطلب وقتا أطول، مؤكدا في الوقت نفسه أنه ستتم دراسة كل الملاحظات والمقترحات التي سترد الى المجلس ، بهدف تطوير ونوه سعادته بالنخب الثقافية والفكرية، وبالأدباء الذين يحلون ضيوف االمهرجان والارتقاء به للأفضل خلال الدورات المقبلة. على المهرجان الثقافي، مقدرا عاليا حضورهم، وكشف عن سعي جاد للاستفادة من خبرات هذه النخب لتطوير العمل الثقافي وأكد أن المجلس الوطني يدعم كل ما هو إبداع للإنسان القطري، داعيا جميع المفكرين والأدباء محليا في قطاعاته المختلفة. ورداً على سؤال حول ضخ دماء والمثقفين للمساهمة بإيجابية والحضور الفاعل في كل فعاليات المجلس وفي جميع المجالات.

قال الشيخ مشعل بن جاسم إن القطاع الثقافي لا يستغني عن استمرارية رفده بعناصر وأفكار وتحدث سعادته عن مسيرة المجلس الوطني الذي قارب جديدة ومبدعة، مشيرا الى ان هذا القطاع هو قطاع ابداع وفكر متجدد. على اكمال عامه العاشر، ورأيه في العمل الثقافي المحلي، وما إذا كانت هناك توجهات لإيجاد مؤسسات ثقافية جديدة والاهتمام وفيما يلي نص الحوار: الحالي بالتراث ودور المجلس على صعيد دعم الكاتب والمؤلف القطري.. وغيرها من القضايا.

***

* بداية كيف تنظرون إلى سير فعاليات المهرجان الثقافي السادس ؟

– المهرجان بفعالياته المختلفة ناجح بفضل الله، ثم بفضل الدعم اللا محدود من لدن سمو الأمير المفدى وسمو ولي عهده الأمين، وللجهود الكبيرة التي تبذلها اللجان المشرفة على هذه الفعاليات.

وربما تشاهدون كيف تطور المهرجان من دورة لأخرى، ونحن نطمح لأن نرتقي به للأفضل، وسنسعى جاهدين لتطويره وبذل المزيد من الجهود في هذا المجال.

وحقيقة المهرجان يضم فعاليات عديدة، وهناك العديد من المراقبين والجمهور يقولون إن مدة المهرجان المتمثلة بأسبوعين تعد قصيرة، مقارنة بحجم الفعاليات، لذلك فنحن سندرس بعد انتهاء هذه الدورة كل الملاحظات التي ترد إلينا من أجل تطوير المهرجان والارتقاء به، والاعداد من الآن للدورة المقبلة.

 

استقطاب النخب المثقفة

* المهرجان يضم نخبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين. . كيف يمكن استثمار هؤلاء من أجل تطوير الساحة المحلية ثقافيا وأدبيا. . ؟

– من المؤكد أن هذه النخبة لها رصيد كبير من الخبرة، ولها مكانتها العلمية والفكرية والاجتماعية، ونحن نقدر عاليا للاخوة الضيوف الذين يحلون بيننا اليوم في بلدهم الثاني، تلبيتهم لدعوتنا لحضور هذا المهرجان، فمشاركتهم أضافت الشيء الكثير للمهرجان، واستقطبت جمهورا كبيرا للاستماع إلى أدبهم وفكرهم وثقافتهم.

هذا أولاً، ثم إننا سنسعى جاهدين للاستفادة من هذه الخبرات لتطوير عملنا محليا في قطاعاته المختلفة، وسنستثمر هذا الحضور والعلاقات الطيبة التي تربط هذه النخبة بدولة قطر من أجل الدفع بقطاع الثقافة إلى الأمام.

ولله الحمد ومن خلال لقاءاتنا بكبار المفكرين والأدباء والمثقفين فإن الجميع يثني على قطر، ويؤكد ان مستقبلا مشرقا ينتظرها.

كما ان حضور هذا الكم من النخب الفكرية والفنية والادبية والثقافية واحتكاك ابنائنا بهم، سيكسب هذا الجيل وسيخلق حراكا ادبيا وثقافيا وفنيا كبيرا.

المهرجانات الثقافية التي نقيمها لا نستهدف منها الترويج لقطر فحسب، وإن كان هذا مطلوباً، لكن ايضا هناك عناصر أخرى مهمة، منها استهداف الجمهور في بلدنا، وتطوير الساحة المحلية، والاهتمام بالمثقف والاديب والمفكر القطري. .

وأضرب لكم مثالاً للمقهى الثقافي وكيف اشاع جوا من الحياة الثقافية، واستقطب جمهوراً عريضا من قطاعات مختلفة.

نحن لا نستهدف اقامة فعاليات ثقافية لمدة محددة، ثم ينتهي الأمر، انما هدفنا الاستمرارية في ايجاد فعاليات وبرامج ثقافية.

 

استمرارية الفعاليات

* هذا يقودنا للسؤال عن امكانية اقامة الفعاليات الثقافية طوال العام. . فهناك من يرى أن دور المجلس مقتصر على المهرجان السنوي؟

– أؤكد لكم اننا سنسعى جاهدين لتقديم كل من شأنه الارتقاء بالساحة المحلية ثقافيا وفكريا وأدبيا وفنيا. . والعمل على ترسيخ الثقافة بمفاهيمها الايجابية في المجتمع، وسنسعى لتقديم ما يلبي تطلعات الجمهور، فالاعمال الثقافية والعلمية والفكرية هي الكنز والرصيد الباقي والأفضل من بعض المجالات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تفيد الانسان.

العالم العربي والاسلامي مستهدف اليوم، والتركيز علينا شديد من كل اتجاه، وفضاؤنا لم نعد نملكه، ولم يعد لنا وحدنا، بل الآخرون يشاركوننا فيه، وبالتالي من المهم ان يكون لدينا وعي وعلم بتاريخنا وحضارتنا وتراثنا.

 

دور المجلس

* كيف تنظرون لمسيرة المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث منذ تأسيسه في عام 1998م؟

– جاء انشاء المجلس الوطني إيمانا من قيادتنا الحكيمة بدور الثقافة في تطور المجتمع وترسيخ مفاهيمه، وضرورة أن يكون للثقافة جهاز إداري وفني مستقل لتجميع الجهود وتكثيفها لخدمة هذا القطاع المهم، وقد بذل من سبقوني في تولي مسؤولية هذا القطاع جهودا مشكورة في سبيل تطوير العمل الثقافي، حيث بدأ في مشاريع البنى التحتية وانشاء اللجان الثقافية المختلفة (الأبحاث والدراسات، الترجمة والنشر، لجنة كتابة التاريخ. . إلخ) واقامة المهرجانات الثقافية وانشاء الجوائز التقديرية والتشجيعية، واصدار التشريعات الثقافية اللازمة واقتراح الهياكل التنظيمية المنظمة للعمل بالمجلس ، داعين الله ان يعيننا ويوفقنا في اكمال هذه المسيرة وتفعيلها، وان تكون على مستوى الثقة الغالية التي أولاني اياها حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى قائد مسيرتنا المباركة وسمو ولي العهد الأمين.

 

اعداد الكوادر الوطنية

* من المؤكد أن سعادتكم يحمل رؤية وافكاراً لتطوير العمل الثقافي وتفعيله بصورة أفضل.. ما هي أبرز ملامح ذلك؟

– إن فهمنا لمصطلح الثقافة يأتي من منظور شامل، وفي اعتقادي أن الثقافة مصطلح جامع للعديد من جوانب الحياة، ولا يقتصر على الجانب الابداعي، فحين نتحدث عن ثقافة شعب ما أو أمة فإننا نعني جميع جوانب شخصية وملامح هذا الشعب أو هذه الأمة، من معتقدات وافكار وعادات وتقاليد وعمارة وملبس ومأكل وتاريخ وموروثات حضارية، ورؤى مستقبلية، ومن هذا المنطلق فإننا سنسير في خطين متلازمين هما الاصالة والمعاصرة، أي الاهتمام بتراثنا الحضاري اسلاميا، وعربيا، ومحليا، في نفس الوقت الذي تعد فيه اجيالنا الحالية والمستقبلية للتعامل مع جميع معطيات الحضارة المعاصرة، وفي هذا الاطار نعول كثيرا على التدريب واعداد الكوادر الوطنية المؤهلة لتحمل اعباء العمل الثقافي في المرحلة القادمة التي ستفتح فيها العديد من المنشآت والمرافق والمشروعات الثقافية، ومنذ تعييني اقوم بعقد اجتماعات ولقاءات مع العاملين بالمجلس والاطلاع على كافة الملفات للوقوف على طبيعة وآليات العمل بالمجلس لتطويرها.

* البعض يرى أن العمل الثقافي محليا لم يواكب المرحلة المهمة التي تمر بها الدولة ويمر بها المجتمع. . ما هو رأيكم في ذلك؟

– لاشك أن بلدنا العزيز ومجتمعنا يمر بمرحلة تطور مهمة وكبيرة على مختلف الاصعدة سياسياً، واقتصادياً وتربويا وإعلاميا وعمرانيا، ولاشك أيضا انه قد بذلت جهودا كبيرة كما أسلفت في تطوير العمل الثقافي ليواكب هذا التطور، ولكن النقص الموجود حاليا في المرافق والبنى التحتية اللازمة للعمل الثقافي أدى إلى شيء من القصور نأمل ان يختفي بافتتاح المنشآت الثقافية الجاري العمل بها مثل الحي الثقافي ومتحف الفن الإسلامي وغيرها من المنشآت الثقافية التي ستعمل على زيادة رقعة النشاط الثقافي وتنوعه.

* المثقف المحلي يرى أن الفعاليات التي تستهدفه مازالت محدودة، ولا توجد برامج يتبناها المجلس من أجل تفعيل دور المثقف محلياً، ما تعليقكم على ذلك؟

– التي يقوم بها المجلس تستهدف في الأساس المثقف المحلي والمواطن القطري بصفة عامة، فهذه المهرجانات الثقافية التي تقام، وحركة النشر والترجمة والجوائز التقديرية والتشجيعية والتشريعات الثقافية. . إلخ، كلها موجهة إلى المثقف القطري، ويسرني بهذه المناسبة ان أوجه الدعوة إلى جميع المثقفين وكل من لديه أي أفكار أو اقتراحات أو رؤى لتطوير العمل الثقافي أن يتقدم بها مشكورا لتتم دراستها وتنفيذ المناسب منها.

 

مؤسسات ثقافية

* يلاحظ ان المؤسسات الثقافية في المجتمع تعد على الأصابع. . هل هناك توجه لفتح مؤسسات ثقافية جديدة؟

– هناك حالياً العديد من المؤسسات والهيئات المختلفة التي تعمل في مجال الخدمة الثقافية بالمفهوم الشامل الذي تحدثت عنه، فبالإضافة إلى المجلس الوطني وإداراته المختلفة، فهناك مؤسسة قطر للعلوم وتنمية المجتمع، والهيئات المنطوية تحت مظلتها، والهيئات الشبابية والجمعيات الفنية والثقافية، ونتوقع قريباً إشهار جمعية الأدباء والكُتّاب، كما نعمل على إنشاء ديوانية لشعراء النبط مع إصدار مجلة للشعر الشعبي، وإذاعة شعبية وإعادة تكوين فرقة الفنون الشعبية القطرية، بالإضافة – كما أشرنا – إلى الحي الثقافي وما يحتويه من إمكانيات كبيرة لتنشيط الحركة الثقافية.

 

مسارح جديدة

* هل هناك توجه لإيجاد مسارح أخرى تكون مساندة لمسرح قطر الوطني؟

– نحن بالفعل بحاجة لمسارح أخرى، خاصة ان لدينا حركة فنية وثقافية وأدبية. . تزداد نشاطاً يوماً بعد اخر، وسنعمل جاهدين لإيجاد وبناء مسارح جديدة إن شاء الله.

 

الاهتمام بالتراث

* هناك جهود تبذل وبتوجيهات من سمو الأمير المفدى وسمو ولي العهد الأمين، للاهتمام بصورة أكبر بالتراث المعماري والثقافي، كيف تنظرون إلي هذا التوجه؟

– لا شك انه توجه مبارك ومحمود، فالتراث المعماري والثقافي هو أحد المرتكزات الأساسية التي تقوم عليها شخصية أي أمة من الأ·، وتراثنا المعماري ونتيجة للتطور العمراني تعرض للكثير من التلف والتشويه، ويأتي هذا التوجه والاهتمام من صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وولي عهده الأمين، لإعادة هذا التراث وتأصيله في وجدان المواطن، وبالأخص جيل الشباب الذي سوف يحمل على عاتقه الاضطلاع بالحركة الثقافية في البلاد، ويلاحظ الجميع عودة بعض المسميات الأصلية للعديد من المواقع والأماكن واطلاق تسميات شعبية أصيلة على بعض المشاريع المقامة حديثاً وإعادة بناء الأسواق القديمة وفقا للطراز المعماري المحلي، كل ذلك يحمل رؤية شاملة لقيادتنا الحكيمة للحفاظ على مقومات شخصيتنا وهويتنا الثقافية.

 

دعم المؤلف القطري

* ما دور المجلس على صعيد دعم الكاتب والمؤلف القطري؟

– يولي المجلس اهتماماً كبيراً بالمبدع القطري بصفة عامة، حيث يساهم في طباعة المؤلفات ونشرها واقتناء المؤلفات التي يقوم أصحابها بطباعتها على نفقاتهم الخاصة، كما يتم إيفادهم وإشراكهم بالمهرجانات والمنتديات العربية والعالمية، هذا بالإضافة إلى المسابقات التي يقيمها المجلس لتحفيزهم على مزيد من الإبداع في مجالاتهم المتنوعة (قصة، مسرح، شعر، . . الخ)، ناهيك عن جائزتي الدولة التقديرية والتشجيعية المخصصتين أساساً للمبدعين القطريين.

* تحدثتم عن الكوادر القطرية.. هل هناك توجه لضخ دماء جديدة في المجلس الوطني؟

– القطاع الثقافي لا يستغني عن استمرارية رفده بعناصر جديدة وأفكار مبدعة، فهذا القطاع قطاع إبداع وابتكار وفكر متجدد. . وقبل أيام تم الإعلان عن جائزة الدولة التقديرية، فهؤلاء الرواد الذين يمثلون القدوة، وان شاء الله هناك أجيال تسير على نهجهم وتقتفي أثرهم نحن وتكمل مسيرتهم. ندعم الشعراء الشباب والأدباء والكُتّاب، ونرحب بجميع الأفكار التي نعتقد انها تساهم بإيجابية في تطوير الساحة المحلية، وأؤكد لكم أننا لم نغلق الباب أمام أي شخص شاعراً كان أو أديباً أو مثقفاً، فأبوابنا مفتوحة، وقبلها قلوبنا مفتوحة لجميع الإخوة، ونسعد بتلقي أي مقترحات تدعم بناء قطاع الثقافة، والبناء من المؤكد بحاجة إلى وهناك أمر يجب ألاوقت. نغفله، فليس كل من جاء وقال إنه شاعر فهو شاعر، أو من قال إنه كاتب فهو كاتب.

 

التعاون مع الوزارات

* ما دور الوزارات والمؤسسات الأخرى في القطاعين العام والخاص في دعم جهود المجلس ثقافياً؟

– إن أجهزة الدولة ومؤسسات القطاعين العام والخاص تكمل بعضها البعض ، فالتعاون بينهما ضروري لدفع عجلة التنمية في جميع المجالات، ومن هذا المنطلق فإن المجلس يتعاون مع جميع الجهات ذات الاختصاص في مختلف أجهزة الدولة، ونحاول إشراكها في جميع أنشطتنا، مثل المهرجان الثقافي، والأسابيع الثقافية، والمعارض الفنية التي نقيمها داخل الدولة وخارجها، كما ان هناك تعاونا مع القطاع الخاص الذي يقوم بدعم أنشطة المجلس وإن كنا نتطلع إلى مزيد من هذا الدعم، فإن التطور الثقافي والفني الذي شهدته الدول المتقدمة منذ عدة قرون كان يقوم على دعم المؤسسات الخاصة التي ترعى المتاحف والمشاريع الثقافية والفنانين وتقدم كافة المساهمات للنهوض بالحركة الثقافية.

 

الطفل والمرأة

* أين موقع الطفل والمرأة على خريطة المجلس الوطني وفي برامجه المختلفة؟

– هناك توجهات عديدة في الدولة تختص أساساً بمجالي المرأة والطفل، ولكن المجلس لم يغفل في برامجه وفعالياته هذا الجانب، حيث يحرص على وجود مسرحيات وبرامج للأطفال في المهرجانات والأنشطة الثقافية المختلفة التي يقيمها، فضلاً عن إقامة دورات تدريبية للأطفال في مجالات الفنون المختلفة، وسوف نحاول في الفترة القادمة إن شاء الله زيادة الأنشطة والخدمات الموجهة لهذا القطاع من المجتمع، وبصفة عامة فإن المجلس الوطني يتوجه بأنشطته إلى كل من الرجل والمرأة على حد سواء، حيث يتبنى إبداعات المرأة في جميع المجالات الأدبية والفنية ويحرص على تشجيعها لتقديم المزيد من العطاء.

 

الدوحة العاصمة الثقافية

* تم اختيار الدوحة كعاصمة للثقافة العربية 2010، ما الخطوات التي يقوم بها المجلس للإعداد لهذا الحدث؟

– إن اختيار الدوحة كعاصمة للثقافة العربية عام 2010، يعتبر حدثاً مهماً لا تقتصر مسؤوليته على المجلس الوطني فحسب، بل يمتد ذلك إلى كافة المؤسسات بالدولة، لذا قام المجلس بمخاطبة العديد من الجهات لترشيح ممثلين عنها تمهيداً لتكوين لجنة وطنية عليا تتولى الإعداد والتنظيم لهذا الحدث المهم، وسيقوم المجلس من جانبه بوضع التصور المبدئي للأنشطة والفعاليات المصاحبة لهذا الحدث التي سيكون من أهمها استقبال أسابيع وأنشطة ثقافية وفنية من مختلف الدول العربية، إضافة إلى الأنشطة والفعاليات المحلية من أعمال مسرحية واستعراضية وندوات فكرية ومعارض فنون تشكيلية، ومعرض للكتاب. . الخ، من الأنشطة التي سنحرص على أن تكون في مستوى فني راق يليق بهذه المناسبة.

* هل بدأتم الاستعداد للاحتفال بالدوحة عاصمة الثقافية؟

– نعم بدأنا الاستعداد، وهناك دراسات وتصورات يجري إعدادها، وهناك لجنة ستعمل على بلورة كل ما من شأنه الاحتفال بصورة مثلى بالدوحة العاصمة الثقافية عام .2010  مسؤولية مشتركة  قطر متفوقة في جميع المجالات  * كيف يمكن ايجاد تفاعل أكبر بين المجلس وأجهزة الدولة المختلفة للإعداد للاحتفال بالدوحة العاصمة الثقافية؟  – هذا الحدث لا يعني المجلس الوطني فحسب، بل جميع المؤسسات معنية به، ويتطلب الإعداد والتجهيز جهوداً مشتركة ومتكاملة بين جميع القطاعات وأجهزة الدولة، حتى نستطيع ان نقدم قطر في عام 2010 كأفضل عاصمة ثقافية عربية، وهذا لن يتأتى إلا بتضافر الجهود، وأنا هنا أدعو جميع الإخوة مفكرين كانوا أو أدباء أو مثقفين للمساهمة بإيجابية، أتمنى أن يكون الأديب القطري والشاعر القطري والمثقف القطري حاضرا في جميع الفعاليات وفي جميع المجالات.

وأود أن أؤكد هنا ان المجلس يدعم كل ما هو إبداع للإنسان القطري، معنوياً ومادياً من خلال طباعة الكتب أو توزيعها.

* نجاح دورة الألعاب الآسيوية هل نتوقع مثيلاً له في المجال الثقافي؟

– قطر لم تنجح بدورة الألعاب الآسيوية فحسب، بل هي اليوم محط أنظار العالم للأدوار الإيجابية والكبيرة التي تلعبها بفضل الرؤية السديدة، والتوجيهات الحكيمة لسمو الأمير المفدى وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما، سواء كان ذلك على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الرياضي أو الثقافي، ونجاح قطر الباهر في دورة الألعاب الآسيوية، هو حلقة ضمن سلسلة متكاملة من النجاحات التي حققتها في جميع المجالات.

وإذا كنا قد حققنا نجاحات كبرى في مجالات متعددة، فإن المجال الثقافي سنحقق فيه النجاح إن شاء الله، فقطر والثقافة شيء واحد ومتلازمان، ونحن نلمس نهضة ثقافية وعلمية في كل المجالات وعلى جميع الأصعدة.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x