مقالات

العلاقات الخليجية – الخليجية راسخة تعززها زيارات القادة الأخوية

البيت الخليجي الواحد

ظلت العلاقات الأخوية الخليجية — الخليجية راسخة، وهي الثابت في محيط متغير ومضطرب في كثير من الأحيان، إلا أن هذه العلاقات الخليجية مع كل “عاصفة” تتعرض لها المنطقة، تخرج الدول الخليجية رسمياً وشعبياً، أكثر تماسكاً، وتنكسر على شاطئ هذه العلاقات الأخوية كل الأمواج العاتية التي تريد الإضرار بها، أو المساس بالمسلمات التي تجمع قادة وشعوب هذه الدول تاريخياً، لتثبت من جديد أن هذه العلاقات متينة وقوية وضاربة الجذور بعمق إنسان هذه الأرض الطيبة.

بالأمس كان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وكل قادة دولنا الخليجية، في زيارة أخوية إلى الشقيقة دولة الإمارات العربية المتحدة، التقى خلالها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي وإخوانهما، وقبلها كان في زيارة أخوية إلى ملك الحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وزيارات مماثلة إلى الأشقاء في الكويت وسلطنة عمان..

وفي المقابل كان قبل أيام سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، بالدوحة ضيفا عزيزا كريما على أخيه سمو الأمير المفدى.

قطر سند مخلص وصادق ووفي لشقيقاتها في دول مجلس التعاون، والشقيقات الأخرى سند لقطر كذلك، فمصيرنا مصير واحد.

هذه الزيارات ذات الطابع الأخوي، بعيدا عن الرسميات، تترجم حقيقة العلاقة القريبة التي تجمع قادة هذه الدول، ضمن الأسرة الخليجية الواحدة والمتلاحمة.

لم تكن شعوب هذه المنطقة تتغنى فقط عندما تردد:

خليجنا واحد.. وشعبنا واحد.. مصيرنا واحد..

بل هي حقيقة تتجسد في المواقف، التي عندها تكتشف معادن الرجال، خاصة عند الشدائد، وما الثاني من أغسطس 1990 — الذي نحن فيه هذه الأيام — عندما تعرضت الشقيقة الكويت إلى غزو عراقي غاشم، إلا خير شاهد على أن الخليج دولا وقادة وشعوبا جسد واحد، اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فكانت الروح واحدة، والدم واحدا.

في أي لحظة يمكن أن تجد قائدا خليجيا يزور أخاه.. يتجوّل في عاصمته.. ويزور شواطئه.. فهو في بلده وبين أهله..

علاقة ربما لا يفهمها الكثير من دول وشعوب العالم، فعندما نقول إنه لا توجد أسرة خليجية إلا ولها امتداد وعلاقات في دولة خليجية أخرى، يقف البعض مستغربا، فالجميع منا لديه أهل وأقارب بصور شتى، سواء في الشقيقة الكبرى السعودية أو الكويت أو البحرين أو الإمارات أو عمان الخير.. في كل هذه الدول لدينا منازل، عندما تخرج من بلدك وتحط رحالك في أي منها تجد الأبواب مشرّعة أمامك، فأنت في حقيقة الأمر كأنك انتقلت من غرفة إلى أخرى في بيت واحد، وهذا هو حالنا بالضبط في دولنا الخليجية.. نعيش في بيت واحد.. أسرة واحدة، قد نختلف أحيانا حيال قضايا محدودة، كما يحدث بين الأشقاء في البيت الواحد، ولكن سرعان ما نحل هذا الاختلاف — وليس خلافا — في وجهات النظر فيما بيننا، دون الحاجة إلى تدخّل خارجي.

العلاقات الأخوية الخليجية — الخليجية وطيدة وراسخة ومتجذرة ومتداخلة.. هي التي نحتمي بها بعد الله.

أمرٌ بالفعل يثلج صدر أهل الخليج عندما يشاهدون زيارات قادتهم المتواصلة، ولقاءاتهم الدائمة، وحميمية هذه العلاقات.. أخٌ مع أخيه.. صور نتباهى ونفتخر بها أمام الآخرين.

أي زيارة، وأي لقاء يجمع زعيمين خليجيين يَصُب في نهاية المطاف ليس فقط في صالح شعبيهما، بل في صالح المنظومة الخليجية كلها، فنحن نمشي معا.. نكبر معا، وتتشابك أيادينا من أجل نهضة مشتركة، ونحرص على المصلحة العليا لشعوب هذه الدول مجتمعة، نعزز علاقاتنا عبر مشاريع تنموية لهذا الوطن الخليجي الواحد، الذي بات اليوم مستهدفا من قبل بعض الطامعين فيه، والراغبين بالعبث في أمنه واستقراره، والمتآمرين على إنسانه، والساعين إلى تدمير نهضته وعمرانه.

إن وقوفنا صفا واحدا كالبنيان المرصوص هو الذي سيحمي – بعد الله – خليجنا من أي مؤامرة تستهدفنا، خاصة في هذه المرحلة، التي تموج موجاً، بها من التحديات والمخاطر ما يشيب له الولدان، وهو ما ينبغي أن يدفعنا إلى مزيد من التكاتف والتعاضد والتماسك.

فيما بيننا، وألا نسمح لكائن من كان بأن يخترق صفنا.. بوركت هذه الزيارات، وبورك من قام بها، ومن سعى جاهدا لتعميق هذه العلاقات الأخوية المصيرية، ومن عمل على ترسيخها وتعزيزها بشتى الصور، ودفع نحو مزيد من التكامل فيما بينها..

حفظ الله خليجنا أرضاً وإنساناً.. قادة وشعوباً، من كيد الكائدين، ومؤامرة المتآمرين، وأدام عليه الأمن والأمان، ومزيدا من الرخاء والاستقرار، وسائر بلاد العرب والمسلمين.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x