مقالات

ماذا بقي إذا ما سقطت المصداقية؟!

لا اعتقد ان الاعتذار الذي تقدمت به صحيفة “الشرق الأوسط” لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني سوف يضيف شيئا الى السجل الناصع والمشرف لشخصية هذا الرجل، فكل المنصفين والشرفاء يثمنون الأدوار التي قام بها، والجهود التي بذلها في اكثر من ملف وعلى اكثر من صعيد، بل ان مصداقية هذه الجريدة هي التي سقطت في “الحضيض” والتصقت اكثر بمستنقع “آسن”. السياسة القطرية لم تكن يوما ما تمارس من “تحت الطاولة”، بل ان سمو الأمير المفدى يحرص دائما على اطلاع شعبه على كل خطوة، ويعلن ذلك على الملأ، في صورة تمثل قمة الشفافية بين القائد وشعبه، وتجسد الثقة المتبادلة بين القائد وشعبه. “الشرق الاوسط” ليست هي الوحيدة التي تجنت على قطر وقيادتها النبيلة، ورجالاتها الشرفاء، وليست الجريدة الوحيدة التي يردعها القانون، فقد سبقتها “الوطن” الكويتية، وجريدة “الزمان”، وصحف اخرى ترفعت قطر عن الدخول معها في مهاترات، او اللجوء الى المحاكم لرد الاعتبار؛ كون ما يتم نشره في الصحف “الصفراء” لا يستحق الرد عليه، او الالتفات اليه، او الانشغال بالرد على ما جاء بها، فقطر اكبر من الانزلاق في مثل هذه الأمور، وظلت تمارس دورها القومي والإسلامي بكل اخلاص من اجل خدمة قضايا امتنا، ولم تتأثر بادعاءات “السفهاء” و”المرتزقة” والذين يقتاتون على الموائد من كل حدب وصوب. نعم قد تكون قطر دفعت ثمن مواقفها المشرفة تجاه القضايا العربية والإسلامية، الداعمة لتلك الحقوق، وبذلت كل ما تستطيع من اجل التوفيق والصلح بين الأشقاء والأصدقاء، وقدمت الكثير في سبيل ذلك، هذا الأمر لا تستسيغه بعض الأطراف فتعمل عبر وسائل إعلامية من اجل إثارة الغبار عليه، والإساءة الى تلك المواقف، ولكن على الرغم من كل تلك المحاولات لتشويه المواقف القطرية، فقد باءت بالفشل، فالشمس كما يقولون لا يمكن حجبها بغربال. تمثل المصداقية رأس مال وسائل الإعلام، فإذا ما اهتزت هذه المصداقية فانه لا داعي لوجود هذه المؤسسات ، .. ، نعم قد تخطئ وسائل الإعلام بغير قصد في نشر خبر، لكن أن تتمادى في ذلك، وتصر على الخطأ وهي تعرف ذلك، فهذه هي الكارثة، وليس هذا فقط بل ان هناك مطبوعات تختلق الأخبار، وتنسج الروايات لخدمة أغراضها، بهدف الإساءة الى أفراد أو مؤسسات أو دول، معتقدة ان مثل تلك الأكاذيب قد تنطلي على القارئ، بل إنها تعتقد أن القارئ “ساذج” ـ عفوا على هذه الكلمة ـ وأنها تستطيع تضليله وتجنيده ، .. ، هذا الأمر لم يعد كذلك، فالعالم اليوم بات قرية صغيرة، والقارئ على درجة عالية من الوعي، لا يمكن اقتياده بكل سهولة، وتضليله بجمل وأخبار “مفبركة” كما صنعت “الشرق الأوسط”، وتفعل فعلتها صحف ووسائل إعلام أخرى. قطر ورجالها شرفاء، عرفوا بذلك عبر التاريخ، وليسوا بحاجة الى من يقول عنهم ذلك، وقطر وقيادتها لا تبحث عن شهادة من احد، فهي اكبر من ذلك، وستظل صورتها ناصعة البياض مهما حاول “الأقزام” إثارة الغبار بين فترة وأخرى على المواقف المشرفة لقيادة هذا الوطن العزيز ورجاله الشرفاء والأوفياء.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x