حوارات

الحاج حسين خليل: سلاح حزب الله ليس مرتبطا بتحرير مزارع شبعا.. ولن ننتظر إلى ما لا نهاية

شدد المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل على ان سلاح حزب الله باق حتى إذا ما تم تحرير مزارع شبعا المحتلة من إسرائيل، رافضا فكرة نزع سلاح الحزب، او التخلي عنه، أو التحول الى حزب سياسي مجرد من السلاح.

وقال في حوار شامل مع “الشرق” ان النقاش المطروح على طاولة الحوار الوطني ليس نزع سلاح حزب الله، إنما كيف يستخدم هذا السلاح، وكيف يشكل سلاح الحزب جزءا من الاستراتيجية الدفاعية للبنان، مؤكدا في الوقت نفسه ان حزب الله يدعم بقوة تسليح الجيش اللبناني، وتزويده بأحدث الأسلحة، وتشكيل منظومة دفاع جوي للحد من الاختراقات الجوية التي تقوم بها الطائرات الإسرائيلية للسماء اللبنانية، وان قال ان أمريكا وإسرائيل لن تسمحا بذلك.

وأبدى المعاون السياسي للامين العام لحزب الله خشيته من ان يصل التأثير الأمريكي إلى بعض الأجهزة الأمنية والعسكرية، مشيرا إلى ان الخوف ليس من الجيش إنما من القيادة السياسية.. وفي ما يتعلق بمحكمة الشهيد رفيق الحريري قال الحاج حسين خليل ان حزب الله لم تتح له المشاركة بصياغة نظامها أو إبداء ملاحظات أساسية، مشيرا إلى ان الحزب لن يقبل بأي شيء يمس سيادة لبنان، موضحا انه لا يثق بالمحكمة، وان قال انه مع محكمة دولية تكشف الحقيقة.

ورحب بأي تقارب بين سوريا والسعودية، وقال ان مثل هذا التقارب سينعكس إيجابا على الساحة اللبنانية.

وتحدث المعاون السياسي لحزب الله الحاج حسين خليل عن عدد من الملفات المهمة، سواء في ما يتعلق بالعلاقات اللبنانية ـ اللبنانية، او اللبنانية ـ السورية، وعلاقات الحزب بإيران، وسلاح حزب الله والانتقام لعماد مغنية، وما أثارته تصريحات الأمين العام خلال حرب غزة حيال مصر، … وغيرها من الملفات.

وفي ما يلي نص الحوار الذي استمر لقرابة الساعتين:

***

* بداية كيف هي العلاقة في الوقت الراهن بين حزب الله وفريق 14 آذار؟

– لا شك ان هناك اختلافا في الرؤية، بين لبنان الماضي ولبنان الحالي ولبنان المستقبل، من خلال الخلفية السياسية التي يحملها، ايضا هناك تباين في وجهات النظر السياسية حيال عدد من القضايا، في مسائل لها علاقة بالموضوع الداخلي وكيفية التعاطي معها، وكذلك هناك اختلاف في سيادة لبنان الخارجية.

وبشكل مركز كذلك نظرة الفريقين الى المقاومة وكيفية مواجهة لبنان للاعتداءات الإسرائيلية التي هي مرجحة في أي لحظة من اللحظات، كيف يستطيع لبنان مواجهة هذه الاعتداءات، وكيف يستطيع بناء استراتيجية دفاعية،…، هناك نقاط اساسية جزء منها بحث في طاولة الحوار الوطني قبل حرب تموز (يوليو)، وجزء آخر مازال على طاولة البحث في الحوار الوطني حاليا بين الفريقين برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.

على المستوى العملي الفريقان يرغبان في التهدئة الأمنية وفقا لاتفاق الدوحة، الذي نتج عنه العديد من المسائل، برعاية كريمة من دولة قطر وأميرها مشكورا، وترجم هذا الاتفاق على ارض الواقع في مسائل أساسية، وبدأنا تنفيذ هذه الخطوات، التي منها  انتخابات رئاسة الجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية وانتخاب قائد للجيش وتعيينات وترتيبات لأجهزة الأمن، وما زلنا في حكومة الوحدة الوطنية التي تريد ان توطئ للانتخابات النيابية المقبلة.

الآن كل من الفريقين نستطيع القول انه يقوم بالتحضير لهذه العملية المفصلية للانتخابات النيابية التي ستأتي بعد اشهر قليلة.

على المستوى الأمني الفريقان يسعيان الى تكريس التهدئة، التي عمليا بدأت منذ اتفاق الدوحة وما زالت سارية المفعول، يمكن ان يحدث إشكال بسيط، حادث هنا او هناك، وهو امر يحدث في اي بلد، لكن جميع الأطراف، المعارضة والموالاة حريصة على حل هذه الإشكالات وعدم الإضرار بالمؤسسات المدنية والأمنية.

 

الانتخابات القادمة

*هل تعتقدون ان الانتخابات النيابية المقبلة ستمثل تغييرا جذريا لواقع لبنان الحالي؟

-ليس هناك شيء اسمه تغيير جذري في لبنان، سيبقى هناك فريقان ، لبنان يتميز بتنوع سياسي وطائفي، لا احد يتصور انه في ليلة وضحاها يمكن ان يتغير، لبنان محكوم بالتوافق والوحدة الوطنية والتفاهم بين الفرقاء، بغض النظر عن من هو غالب ومن هو مغلوب.

الامر الآخر لا يوجد في لبنان انتصار كاسح لفريق على الآخر، بمعنى لا يستطيع احد ان يأتي بثلثي اعضاء مجلس النواب، ممكن الفرق يكون بين كل فريق بين نائب او نائبين او ثلاثة نواب اكثر او اقل، نحن نخوض هذه المعركة الانتخابية ونحن نعتقد ان فريق المعارضة لديه ما يؤهله لإحراز الانتصار في هذه الانتخابات.

* هل يعني ذلك أنكم مطمئنون للفوز في هذه الانتخابات؟

– نحن نعمل على هذا الأساس، انا لا أقول لك بلغة المطمئن، ان حزب الله او التيار الحر او حركة امل او الاحزاب الوطنية الاخرى هي التي ستفوز 100 % في مقاعد المجلس، نحن ننطلق ونعتقد ان لدينا القاعدة الأساسية لكي نشكل الأكثرية في هذا البلد والأكثرية البرلمانية، لكن هذا لا يعني ان نستأثر بالحكم، نحن من دعاة المشاركة، ونعتقد ان هذا البلد لا يقوم الا على المشاركة الوطنية بين كل الافرقة، لكن اذا تسألني هل ستفوزون في هذه الانتخابات؟ سأجيبك نعم نحن نعتقد اننا سنفوز في هذه الانتخابات.

*لكن البعض يقول ان حليفكم في الطرف الآخر المسيحي وهو العماد ميشيل عون لن يحقق اكثر مما حققه في انتخابات 2005، الا يشكل ذلك لكم امرا مقلقا؟.

– اعتقد ان هذه الاصوات تصدر من الفريق الآخر، ولمصلحته ان يشيع مثل ذلك، نحن نرى العكس من ذلك، ففي الوسط المسيحي اسهم الجنرال عون تزداد يوما بعد آخر، ونعتقد انه سيحصد النتيجة الاكبر في الشارع المسيحي، ولو لم يكن الجنرال عون بهذه القوة والشعبية لما رأينا هذه السهام تصوب اليه بهذه الطريقة.

 

أموال خارجية بالساحة اللبنانية

* ما حقيقة دخول اموال خارجية لدعم المرشحين في الانتخابات النيابية اللبنانية ؟

لم يعد خفيا على احد ان هناك أطرافا دولية وإقليمية تضخ وبشكل مضطرد أموالا لدعم طرف معين، واعتقد ان آثار “النعمة” على بعض الفرقاء سواء في الحركة الانتخابية بالداخل او في ما يتعلق بالحركة الانتخابية بالخارج ونقل بعض المغتربين من الخارج.

هذا البلد مر بتجارب عديدة، انا لا اعتقد ان هذا الضخ الكبير من الاموال المستقدمة من الخارج يستطيع ان يؤثر على العملية السياسية في البلد، هناك بعض ضعاف النفوس يمكن ان تؤثر عليهم، هناك بعض الأطراف قد تحاول استغلال حالة الفقر او احتياجات مرضية لدى بعض الفئات.

* لكن الاتهام الموجه اليكم انتم.. الى حزب الله بأنه يتلقى أموالا من ايران؟

– انا قلت قبل قليل ان آثار النعمة تبدو على قوم، ايران قبل حرب تموز (يوليو) وخلالها وبعدها تقدم مساعدات، كما هي المساعدات القطرية التي تأتي الى لبنان، والتي تكفلت باعمار مناطق معينة مهدمة جراء العدوان الإسرائيلي، والحال كذلك بالنسبة للمساعدات الإيرانية، فهناك هيئة مخصصة لهذا الامر تشرف على اعادة اعمار مناطق معينة وفي مؤسسات معينة.

لكن الامر مختلف لدى الطرف الآخر، هناك اموال تضخ بشكل كبير واحيانا مؤسسات تستغل، وسمعنا قبل مدة عما اطلق عليه “الزفت” السياسي في البلد، ولسنا نحن الذين نتحدث عن ذلك بل ان هناك وزراء محسوبين على الفريق الآخر وهو غازي العريضي الذي انتقد بعض المؤسسات المحسوبة من رئيسها على الطرف الآخر  قال ان هناك “زفت” يوزع لتعبيد الطرقات في مناطق محددة ومعينة.

لكن هذه المسائل جربت في الماضي وتجرب الآن، لكن لا اعتقد في هذا البلد يمكن شراء الشعب، يمكن ان تشتري شخصا او اثنين او ثلاثة، لكن لا تستطيع شراء البلد، هذا البلد لا يحكم بأموال خارجية التي تستقدم من الخارج.

* هل يمكن ان نعرف هذه الدول؟

– لا اريد تسمية الدول التي تضخ أموالا فهذه واضحة ولم تعد خافية.

* هل هي دول عربية ام غربية؟

– هناك دول عربية ومؤسسات اجنبية.

* نفهم من كلامك ان هناك مشروعين يتصارعان على الساحة اللبنانية.. اين هو المشروع الوطني اللبناني؟

– لا شك ابدا ان هناك مشروعين متوازيين في الحد الادنى، وفي بعض المرات متناقضان، يحكم هذين المشروعين هو سياسة لبنان الخارجية كيف ينظر كل فريق اليها، هناك فريق ينظر الى إسرائيل على انها ليست عدوا وانها جارة مثلها مثل سوريا، وفريق آخر يقول ان إسرائيل عدو، كيف يتعاطى كل فريق معها.

الانتخابات القادمة من المؤكد ستلقي بظلالها على سياسة لبنان الخارجية.

 

سلاح الحزب لن يتأثر

*هل سياسة لبنان الخارجية هي التي ستتأثر بهذه الانتخابات.. اليس سلاح حزب الله سيتأثر كذلك بهذه الانتخابات؟

-اقول بالفم المليان ان سلاح حزب الله لن يتأثر لا بهذه الانتخابات ولا بغيرها، ما دام هناك إسرائيل وعدوان على المنطقة، وما دامت هناك إسرائيل واراض محتلة ، وما دامت هناك إسرائيل واعتداءاتها مرتقبة في اي لحظة من اللحظات، ما دام هناك وجود لحزب الله المقاوم وللمقاومة الوطنية اللبنانية، والمقاومة الإسلامية، وسلاح حزب الله، وسلاح غير حزب الله.

اليوم النقاش ليس على سلاح حزب الله، إنما على كيف يستخدم هذا السلاح، ما يطرح على طاولة الحوار اليوم ليس نزع سلاح حزب الله، لا احد يقول كيف ننزع السلاح من حزب الله حتى الفريق الآخر، لكن البعض يطرح ان يكون هذا السلاح جزءا من العملية العسكرية الكلاسيكية التابعة للجيش اللبناني، وفريق آخر يقول لا، فمن الخطأ بمكان ان تكون المقاومة جزءا من المنظومة العسكرية الرسمية، لأنه في ظرف 24 ساعة تقوم إسرائيل بضرب كل هذا الذراع العسكرية وتصفيته نهائيا.

الخلاف الموجود اليوم على طاولة الحوار كيف يشكل سلاح حزب الله جزءا من الاستراتيجية الدفاعية لللبنان؟.

 

مزارع شبعا والحل الدبلوماسي

* هل سلاح حزب الله رهن تحرير مزارع شبعا؟ وماذا اذا ما طرح الحل الدبلوماسي لتحرير هذه الأراضي هل ستمانعون بذلك؟

– لا احد واقف حجر عثرة امام الجهود الدبلوماسية التي تبذل لحل قضية مزارع شبعا، في عام 2000 قبل التحرير الم يعط القرار 425 المؤيد من كل دول العالم، الم يعط الكثير من العمل الدبلوماسي، حتى سماحة السيد حسن نصر الله أعلن استعداده واستقبل آنذاك الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، سماحة السيد وحزب الله يؤكدان عدم الممانعة في ايجاد حل دبلوماسي لتحرير مزارع شبعا، لكن الاستراتيجية الدفاعية ليست فقط لتحرير الاراضي اللبنانية، الاستراتيجية الدفاعية هي من اجل وضع منظومة عسكرية قتالية مقاومة بوجه اي اعتداء ممكن ان يأتي من إسرائيل، بمعنى كيف يستطيع هذا البلد ان يحمي نفسه من الاعتداء الإسرائيلي.

 

تسليح الجيش

* حاليا هناك توجه لتسليح الجيش اللبناني ودعمه بشراء مقاتلات ميغ الروسية وتقويته.. ما هو موقف حزب الله من ذلك؟

-اول من طرح دعم وتسليح الجيش اللبناني هو سماحة السيد حسن نصرالله، لكن انا اقول اذا ما عملنا استقراء على مر الزمن هل يستطيع الجيش الكلاسيكي لوحده، هل هناك دولة عربية استطاعت بجيشها الكلاسيكي ان تواجه الاعتداء الإسرائيلي، نحن لدينا تجربة في حرب تموز (يوليو) 2006 وحرب 1996 وتموز 1993 وتجربة حرب غزة الأخيرة، هل يستطيع جيش كلاسيكي ان يواجه هذا العدوان الإسرائيلي؟.

إذا في كل الحالات فان سلاح حزب الله باق ولن يتم تفكيكه.

هذه وجهة نظرنا التي تقول دعونا ننظر كيف نستطيع ان نتوأم المقاومة مع الجيش الكلاسيكي، هذا هو المطروح للنقاش.

ما هو مطروح على طاولة النقاش والحوار هو كيف يمكن ان نؤسس لاستراتيجية دفاعية يكون فيها سلاح المقاومة وسلاح حزب الله يشكل منظومة استراتيجية دفاعية في هذا البلد بوجه الاعتداءات الإسرائيلية.

 

دولة في دولة

* لكن هذا يمثل ازدواجية بوجود سلاحين داخل دولة واحدة، حتى بات البعض يقول ان حزب الله يمثل دولة داخل دولة؟

– حزب الله لا يتدخل بعمل المؤسسات، سلاح حزب الله له وظيفة محددة وهي الدفاع عن هذا البلد، ومواجهة وقتال العدو الإسرائيلي، هل سمعتم يوما ما ان حزب الله تدخل بالموضوع القضائي؟ هل سمعتم عن تدخل الحزب في عمل اي مؤسسة من مؤسسات الدولة؟ بل ان الجيش اللبناني منتشر في العديد من الأماكن التي بها المقاومة.

*هل هناك تفكير بتفكيك حزب الله وادماجه ضمن الجيش الرسمي اللبناني؟

-النقاش اليوم عن عملية توأمة، وتقدمنا بوجهة نظرنا، وغيرنا قدم وجهة نظره الى طاولة الحوار، ونحن مستعدون للمناقشة، لكن اذا تسأل عن وجهة نظر حزب الله فان حزب الله مقتنع بأن التجربة التي خاضها هي الانجع لمواجهة العدو الإسرائيلي، والدليل النتائج التي تحققت.

*هل انتم مع بناء جيش قوي في لبنان؟

– نعم 100 %، ومع تسليح هذا الجيش بأحدث وأفضل أنواع الاسلحة، الآن نحن ندعو الى تشكيل منظومة دفاع جوي لدى الجيش اللبناني من اجل وضع حد لكل الاختراقات الجوية التي تقوم بها إسرائيل كل لحظة.

*لكن هل ستسمح أمريكا بتسليح الجيش اللبناني بأحدث الاسلحة؟

-لن تسمح أمريكا او إسرائيل بتسليح الجيش اللبناني، إسرائيل قالت قبل مدة بكل وقاحة انه غير مسموح للبنان او لحزب الله ان يمتلك اسلحة دفاع جوي تعوق حركة الطيران الإسرائيلي فوق الاراضي اللبنانية، فهل هناك اوقح من هذا التصريح؟ هل يجوز لإسرائيل ان تسرح وتمرح طائراتها في الاجواء اللبنانية وتقول انه اذا امتلك حزب الله او اذا امتلك لبنان وسائل دفاع جوي ضد هذا الطيران سيكون هناك كسر وخرق للقواعد الموضوعة، لماذا مسموح لهم وممنوع علينا؟

 

لا نقاتل عن احد

* لماذا تتصدرون انتم للقتال عن العرب.. لماذا لبنان هو ساحة القتال في وقت تغيب فيه اي استراتيجية دفاعية عربية؟

-حزب الله لا يقاتل عن السوريين ولا يقاتل عن المصريين ولا يقاتل عن الأردنيين ولا يقاتل حتى عن الفلسطينيين، نعم نحن نقف مع المقاومة بكل ما اوتينا من قوة، نقف الى جانب من يقاتل العدو الإسرائيلي من اجل استرداد ارضه، نحن مع المقاومة الفلسطينية 100 %، ولا يقاتل عن اي بلد عربي، نحن نقاتل عن ارضننا ووطنا وبلدنا واهلنا وشعبنا الذي يقصف كل يوم، ولا نتوقع من العدو الإسرائيلي الا الضرر.

اما في حال وضع منظومة دفاعية عربية فاننا جاهزون لذلك، هذا لبنان وهذه المقاومة وهذا حزب الله سيكون الجميع في خدمة هذه المنظومة الدفاعية العربية، لكن الى الآن سلاح حزب الله وقوة حزب الله هي من اجل الدفاع عن بلدنا.

هناك نقل خبرات من حزب الله للفلسطينيين هذا سيكون بالتأكيد.

* خلال حرب غزة قيل ان حزب الله قام بنقل الخبرات الى حماس؟

-لنا الشرف في ذلك، لنا الشرف في ان تكون التجربة التي قدمتها المقاومة الإسلامية في لبنان ان تكون بين ايدي اخوتنا واهلنا في فلسطين، في غزة والضفة الغربية وفي كل مكان.

 

خشية من بعض الفرقاء

*بناء جيش لبناني قوي وبدعم من اطراف خارجية.. الا يمثل خطرا على حزب الله؟

-بناء جيش قوي هو لمصلحة هذا البلد، بدعم خارجي بالطبع لأننا لا نملك تصنيعا، ولو بدعم من اطراف خارجية، المهم العقيدة السياسية لهذا الجيش، منذ اتفاق الدوحة، ومن قبله والى اليوم لماذا نقوم بالتنسيق مع الجيش، لاننا نؤمن انه يحمل عقيدة سياسية وقتالية ويعتبر ان عدوه الاساسي هو إسرائيل، وبالتالي الخوف ليس من الجيش، انما من القيادة  السياسية.

لماذا اختلفنا نحن وبعض الفرقاء، سأقدم مثالا، في مؤتمر القمة العربية بالسودان، والذي كان موجودا الرئيس لحود ورئيس الحكومة السنيورة ووزير الخارجية، في هذا المؤتمر كان البعض يرفض في ذلك الوقت طرح حتى اسم المقاومة، رغم ان الحضور العربي كان يؤيد المقاومة اللبنانية في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، بينما تصور رئيس الحكومة ـ حزب الله كان منسحبا منها آنذاك ـ لا يقبل ان يدرج اسم المقاومة في هذه القمة.

هذا هو الخوف، في ان يأتي تيار سياسي ويأخذ البلد الى ما اخذونا اليه في السنوات الماضية.

* هل تخشون على تغير عقيدة الجيش؟

– لا نخشى على هذا الجيش، ولدينا ثقة بقيادته وبضباطه وافراده، لا اقول ذلك من فراغ انما من خلال تجربة، فهذا الجيش قد قاتل إسرائيل وسيقاتل عند اي اعتداء، وقف وسيقف جنبا الى جنب مع المقاومة، نعرف الامر اليومي وما هي التعليمات العسكرية والقتالية التي تصدر الى ضباطه وافراده.

قد تقول اليست لديك خشية من بعض الفرقاء، اقول لك نعم لدي خشية من بعض الفرقاء، في خشية من ان يصل التأثير الامريكي الى بعض الاجهزة الامنية والعسكرية، هناك مطلب امريكي بوضع اليد على هذا البلد، نحن اكثر انتقادنا، اكثر من 50% على الأداء الماضي لبعض الحكومات كان  نتيجة ارتباطها والإصغاء للقرار الأمريكي.

*هناك زيارة مرتقبة لقائد الجيش اللبناني الى واشنطن.. كيف تنظرون الى هذه الزيارة؟

-بالنسبة لنا نراه امرا طبيعيا، هناك وفود عسكرية امريكية تأتي الى لبنان وتلتقي قيادة الجيش، نحن نتمنى ان يستطيع قائد الجيش ان يسلح الجيش بمنظومات قتالية ودفاعية وان نصل الى جيش كلاسيكي كما عليه الجيش الإسرائيلي.

*هل انتم حاليا قريبون من قيادة الجيش كما كنتم في السابق خلال عهد الرئيس لحود؟

– طبعا، كما كنا في السابق، نحن كنا قريبين من العماد سليمان عندما كان قائدا للجيش، وقريبين منه عندما أصبح رئيسا للجمهورية، ومن حل قائدا للجيش العماد قهوجي لم يتغير شيء، العلاقة جيدة وممتازة مع الجيش اللبناني.

 

تجاذبات بالساحة اللبنانية

* كيف يمكن ايجاد توافق لبناني ـ لبناني وهناك تجاذبات تشهدها الساحة اللبنانية سواء كان ذلك عبر محور سوريا وايران، او محور السعودية وامريكا… هناك معارك اقليمية تدار على الارض اللبنانية.. كيف يمكن إيجاد هذا التوافق؟

-بغض النظر عن وجهة نظر حزب الله او ما يسمى بالمحور السوري ـ الايراني، وبغض النظر عن وجهة نظرنا بما يسمى بالعرب الامريكيين ومن هم في الخط الامريكي، ..، عندما نستطيع ان نغلب المصلحة الوطنية العليا، وعندما يتفق الطرفان على ذلك، فاننا سنكون معا على قدم المساواة، نحن نمد اليد، وهذا ما اكد عليه السيد نصرالله عندما قال انه اذا ما انتصرت المعارضة واخذت الاكثرية نحن نمد اليد للآخرين ونطلب منهم المشاركة بالحكم، وللاسف اننا سمعنا بعض الاطراف منهم تقول نحن لا نريد المشاركة.

في لبنان لا يمكن ان يحدث ذلك، هناك تركيبة خاصة في هذا البلد، قاعدة الشطب والحذف والإلغاء يجب ان تمحى من قاموس لبنان، هذا البلد تعرض لمعارك داخلية وآن الأوان ان نصل الى حدود القاعدة التي تقول يجب ان نتشارك مع بعضنا البعض في عملية الإدارة والحكم والمسؤوليات، فاتفاق الطائف جاء بعد حرب اهلية، والذي جمع كل الاطراف، ثم شهد البلد ازمة سياسية بعد اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري، افترق اللبنانيون، وجاءت التأثيرات الخارجية لتصب اكثر على ذلك، ومررنا بمحن كبيرة جدا، والذي انقذ البلد هو اتفاق الدوحة، والذي وضع ارضية مشتركة بين الجميع، ويضع خطوطا عريضة ويلم اللبنانيين، وبالتالي يجب تغليب المصلحة الوطنية اللبنانية العليا، ويجب ان نكون يدا بيد مع بعض، نحن مع المشاركة في العمل السياسي.

* اشرتم الى اتفاق الطائف.. هل لديكم رغبة في اجراء اي تعديلات على هذا الاتفاق؟

-نحن مع اتفاق الطائف، واي فكرة تأتي يجب ان تبنى على اتفاق الطائف، واي تفكير في تعديله يجب ان يحظى باجماع اللبنانيين.

 

محكمة الحريري

*محكمة الحريري بدأت بمباشرة عملها رسميا.. كيف تنظرون الى التعاون مع هذه المحكمة؟

-هذه المحكمة لم تتح لنا الفرصة للمشاركة بصياغة نظامها ولا بروتوكولها، وكانت لدينا ملاحظات اساسية لكن لم تتح لنا الفرصة لابداء هذه الملاحظات، والهدف من هذه الملاحظات كان تحقيق سيادة لبنان، بمعنى انه لا يوجد شيء يمس السيادة اللبنانية.

نحن لن نقبل بأي شيء يمس سيادة لبنان، والامر الآخر، سواء هذه المحكمة او غيرها، الا يكون قضاء “مسيسا”.

لم يؤخذ وجهة نظر حزب الله، ولم يتح له المجال لكي يشارك او يبدي وجهة نظر على القانون والبروتوكول، ولكن اذا تسألني انت مع محكمة دولية، اقول لك طبعا يجب ان نصل الى الحقيقة، ويجب ان نحاسب قتلة الشهيد الحريري، لكن تقول لي ان من يجلس على سدة هذه المحكمة، والذي يتعاطى مع هذه المحكمة انت يمكن ان تطمئن اليه، هل تثق به…. اقول لا اعرف.

* اذا صدرت مذكرات بتوقيف من المحكمة الدولية بحق افراد من حزب الله، هل سيقوم الحزب بتسليمهم؟

– لا اريد الاجابة عن اسئلة سابقة لأوانها، دعونا نرى كيفية اداء هذه المحكمة، كيفية مسار قضاتها، وكيف يتصرفون، واذا ما سألتني هل لك علاقة بهم او تعرفهم او تثق بهم، اقول لك لا علاقة لي بهم، ولا اعرفهم، ولا اثق بهم، وعندما تم اعتماد البروتوكول الذي تعمل به المحكمة اليوم لم تؤخذ وجهة نظري فيه، ولم يسمح لحزب الله ان يبدي ملاحظات حيال ذلك.

اقول دعونا نصبر حتى نرى كيف ستعمل هذه المحكمة وعندها سنقول رأينا.

 

زيارة وقحة

* كانت لكم تصريحات سابقة تتحدث عن ان امريكا تدير معركة سياسية من خلف الستار في لبنان.. ومؤخرا كانت هناك زيارة لرئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الامريكي جون كيري الى بيروت التقى بها عددا من المسؤولين بدءا من الرئيس واستثنى من ذلك فريق المعارضة سواء كان رئيس مجلس النواب نبيه بري او وزير الخارجية.. ما هي الرسالة التي تود الإدارة الأمريكية إيصالها لكم؟

-من الوقاحة بمكان ان يدخل فريق أجنبي إلى البلد ويرتب لقاءات سياسية، يقفز من فوق السور ولا يدخل من الباب الرسمي الذي هو وزارة الخارجية، ويفترض على كيري انه يعرف ذلك، وإذا كان هو لا يريد ان يعرف أو يريد ان يتجاهل هذا الأمر، لماذا يتجاوب بعض الفرقاء اللبنانيين مع هذا الطرف ويؤمنون لقاءات دون المعبر الطبيعي، وزير الخارجية اليس عضوا في هذه الحكومة؟ اليس هو الممثل الطبيعي بالخارج امام كل من يأتي من الخارج؟.

نفترض ان هناك “تصرف قليل ادب” تصرف به هذا الامريكي مع اللبنانيين، لكن هناك أيضا تصرف ساعده على قلة “الأدب” بعض الفرقاء اللبنانيين.

 

لا نتدخل بعلاقات الآخرين

* المراقبون يرون ان هناك تغيرا في السياسة الأمريكية تجاه سوريا وايران.. الا تخشون في حال تقدم العلاقات بين دمشق وطهران من جهة مع واشنطن ان يكون ذلك على حساب حزب الله؟

-هذه امور سيادية تحددها سوريا وتحددها ايران، كيفية علاقة ايران بواشنطن او كيفية علاقة سوريا بواشنطن، بالماضي لم تكن لدينا مشكلة عندما كان يقول الاخوة الايرانيون انه لا حوار مع واشنطن، اليوم اذا الإيرانيون قالوا نتحاور مع الأمريكيين ايضا نقول ليست لدينا مشكلة، هذا امر سيادي تابع للجمهورية الاسلامية في ايران، وايضا بالنسبة لسوريا فهم يعرفون مصلحة بلدهم، وبناء على ذلك يقررون، ولا ضير عندنا في ذلك، وليست لدينا مشكلة.

* الا يشكل التقارب السوري الامريكي او الايراني الامريكي قلقا في اوساط حزب الله؟

-ابدا لا يشكل اي قلق بأي شكل من الاشكال.

*لكن احد الشروط الأمريكية لتحسين هذه العلاقات هو التبرؤ من حزب الله.

هل السوريون يتبرأون منا؟

 

حزب الله ليس ورقة

* الا تخشون ان تتم التضحية بكم من قبل ايران او سوريا من اجل اقامة علاقات جيدة مع دولة عظمى ممثلة بأمريكا؟

– اولا حزب الله ليس ورقة بيد ايران او ورقة بيد سوريا حتى يتم التلاعب او التضحية بها، لا السوري ينظر الينا كورقة، ولا نحن ننظر الى انفسنا اننا ورقة، السوري ينظر الينا بمنظار انه صديق، وانه حليف للمقاومة، ينظر الينا بعين التعاون والتنسيق، والايراني ايضا يقف بجانبنا في كل المحن التي مر بها لبنان في كل الفترات الماضية، ونحن ننظر اليهم كأصدقاء محترمين وقفوا بجانبنا في وقت المحنة والشدة، خاصة عند الاعتداءات الإسرائيلية على هذا البلد وعلى هذا الشعب، نحن لا نعتقد ان الايراني او السوري يتصرف وكأن حزب الله ورقة صغيرة في يده يمزقها ساعة يشاء، او يبقيها ساعة يشاء.

 

هذه أمنيات الأمريكيين وأمنيات الإسرائيليين.

*لكن انتم متهمون بأنكم تنفذون اجندة سورية امريكية في لبنان؟

-الاتهامات سهلة، لكن هل من دليل، كل الحروب التي شنت علينا، وكل الاعتداءات التي تعرضنا لها، وكل حملات الدفاع والمقاومة كنا ندافع فيها عن الشعب الايراني او عن الشعب اللبناني، كنا ندافع عن الوطن اللبناني او عن سوريا.

نحن كنا ندافع من اجل تحرير اراضينا المحتلة، وكنا ندافع عن اهلنا، اذا وقف بجانبنا السوري او الايراني كثر الله خيرهم، ونحن نمتن لهم ونشكرهم على هذه الوقفة الطيبة، لكن هذا ليس معناه اننا ننفذ اجندة إيرانية او سورية.

* لكن يقال ان ما لم تستطع سوريا القيام به تجاه إسرائيل تدفعكم انتم للقيام به.

-انا لا اذهب الى إسرائيل من الجولان، انا اواجه إسرائيل من لبنان، اذا السوري وقف معنا كثر الله خيره، واذا كان السوري و الايراني يساعدونني من اجل مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية فأقول لهم شكرا وكثر الله خيركم، لكن لماذا يسأل هذا السؤال ان ايران وسوريا تنفذ الاجندة الخاصة باللبنانيين، وتقوم بخدمتهم على الاراضي اللبنانية، تسخر قدراتها وامكاناتها من اجل ان تنفذ الأجندة التي تقوم بها المقاومة اللبنانية.

 

الملف السوري ـ اللبناني

* اذا انتقلنا الى الملف السوري ـ اللبناني.. اين تقف هذه العلاقات وهل ما زالت رهن الإشارة الأمريكية او بحاجة الى الضوء الأخضر الامريكي؟

-العلاقات الرسمية هناك فريق من اللبنانيين لديه علاقات جيدة مع سوريا كما هو الحال بالنسبة لحزب الله وفريق 8 آذار.

اما بالنسبة للبنان الرسمي قد تغير الكثير بعد اتفاق الدوحة، وبعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، بالماضي كان هناك” فيتو “لدى بعض اللبنانيين، وكان”فيتو”عند السوريين من إقامة علاقات، السوري لم يكن يقيم علاقة رسمية مع بعض الحكومات الماضية لأنه كان يعتبرها حكومات غير شرعية،  لا تمثل الشرعية الرسمية ،لذلك بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، رأينا استقبالا لرئيس الجمهورية ولوزير الدفاع، وتبادل الطرفان الزيارات الرسمية، والعمل على توطيد العلاقات بين البلدين.. الامور تحسنت بنسبة كبيرة جدا، والآن العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات ،اعتقد ان الامور تمشي بالطريق الصحيح فيما يخص العلاقات السورية ـ اللبنانية .

 

السعودية وسوريا

* هناك انفراج في العلاقة السعودية ـ السورية.. هل يمكن ان يكون ذلك على حساب الساحة اللبنانية؟

– على العكس من ذلك، قديما واليوم وفي المستقبل نحن مع أي تقارب عربي ـ عربي، سواء انعكس على الساحة اللبنانية او لم ينعكس، وعليه نحن 100% مع انفراج العلاقة السورية ـ السعودية، نحن مع التقارب وتحسين العلاقات واعادة العلاقات الى طبيعتها، نحن نؤيد وندعم اي جهد عربي، وندعو للتفاهم العربي، لأنه من المؤكد سيؤثر علينا وعلى الساحة اللبنانية  ايجابا، ولكن بغض النظر سواء انعكس او لم ينعكس نحن مع اي تقارب تشهده العلاقات السورية ـ السعودية.

*يقال ان هناك التفافا وانفتاحا امريكيا على سوريا بهدف نقلها من معسكر ما يطلق عليه الممانعة الى معسكر الاعتدال؟

– اعتقد انهم يسيئون الظن بسوريا، فمن يفكر هذا التفكير لا يعرف حقيقة كيف تفكر القيادة السورية، فعندما وقفوا الى جانب المقاومة سواء في لبنان او فلسطين، كانوا يمارسون قناعاتهم على المستوى الوطني والقومي والعربي والاسلامي.

اعتقد ان هذه الطريقة لا تأتي بسوريا الى محور الأمريكيين، بل على العكس فان اي جهد واي قوة واي تقارب بين الدول العربية وخاصة بين سوريا ومصر والسعودية وبقية البلاد العربية، يدعو ويشجع على تصليب الموقف العربي بوجه الضغوط الأمريكية.

 

التحالف السوري  ~  الإيراني

* التحالف السوري ـ الايراني.. هل يمكن للإدارة الأمريكية الجديدة تفكيك هذه التحالف الممتد لأكثر من ثلاثة عقود؟

-اعتقد ان العلاقة بين سوريا والجمهورية الإسلامية في ايران وصلت الى مستوى عال من الاستراتيجية، وقطعت اشواطا متقدمة جدا، وهذا ليس من اليوم انما منذ انتصار الثورة الإسلامية في ايران بقيادة الامام الخميني رحمه الله، وطيلة حياة الرئيس حافظ الأسد رحمه الله، واليوم الرئيس بشار الأسد يستكمل هذه العلاقات، والذي يستقرئ العلاقة بين سوريا وايران اعتقد انه يجد من الصعوبة بمكان ان تستطيع الإدارات الأمريكية المتعاقبة تفكيك العلاقة الإيرانية ـ السورية.

 

سلاح الحزب ومزارع شبعا

* الحكومة اللبنانية الحالية برئاسة السنيورة تقول ان هناك جهودا دبلوماسية تبذل لحل قضية مزارع شبعا عبر الامم المتحدة، لكن الامر بحاجة الى خطوة من الطرف السوري، من حيث تقديم المستندات حول ملكية هذه المزارع.. لماذا لا تقوم سوريا بتقديم هذه المستندات؟

-هناك نقطتان هنا اود الاشارة اليهما، أولاهما ان هذا الامر من جملة القضايا التي يتم التواصل فيما بينها بين الحكومتين اللبنانية والسورية، خاصة بعد اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، ويتم التعاطي حيالها فيما بينهما، وفرنسا مؤخرا دخلت على الخط، وهذا متروك للنقاش بين لبنان الرسمي وسوريا الرسمية، لكن لا احد في الدنيا يستطيع القول سواء تفاهم لبنان وسوريا على اعطاء ورقة او مستند او غير ذلك، لكن لا احد في الدنيا حتى إسرائيل يقول ان مزارع شبعا هي إسرائيلية، مزارع شبعا العالم يعرف انها ليست إسرائيلية، وانها ارض محتلة، وهو ما يجب الخروج منها، اما تخرج بالعمل الدبلوماسي او بالعمل العسكري، اتحنا الفرصة للعمل الدبلوماسي وما زلنا، ولا نعترض على اي جهد دبلوماسي يبذل، ونحن معه، فبغض النظر عن الخلاف اللبناني ـ السوري حول تفصيل التفصيل والذي اسمه اعطاء ورقة او ما شابه ذلك ، انا يكفيني ان الرئيس بشار الاسد ووزير خارجيته ان يقفا على الملأ يقولان ان مزارع شبعا لبنانية، ويكفيني ان الرأي العالم الدولي كله وبشهادة حتى الإسرائيليين يقول ان هذه الارض على الاقل غير إسرائيلية.

* اذن هل سلاح حزب الله مرتبط بتحرير مزارع شبعا؟

– اقول للقاصي والداني سلاح حزب الله ليس مرتبطا بتحرير مزارع شبعا.

* اذن بماذا مرتبط؟

-مرتبط بالاستراتيجية الدفاعية للبنان، والعنوان المطروح على طاولة الحوار ليس نزع سلاح حزب الله، انما النقاش كيف يمكن حماية البلد، نزع سلاح حزب الله ليس مطروحا على طاولة الحوار، هذا عنوان أمريكي ـ إسرائيلي، العنوان المطروح على طاولة الحوار الوطني كيف ندافع عن بلدنا باستراتيجية دفاعية.

*الى متى سيسكت سلاح حزب الله عن تحرير مزارع شبعا.. مضى الى الآن اكثر من عامين على حرب تموز (يوليو) ولم نجد عملا عسكريا في مزارع شبعا؟

– هذا الامر مرتبط  بظروف المقاومة، ثم الآن يطالبوننا باتاحة الفرصة امام الحل الدبلوماسي، ليست لدينا مشكلة، ما اود التأكيد عليه ان هذا حق لي، وحق للبنان ومقاومته، وعندما شكلت حكومة الوحدة الوطنية صدر البيان الوزاري الذي هو اساس هذه الحكومة، الذي نص على حق لبنان بجيشه ومقاومته وشعبه في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، اذن هذا حق لي، لكن كيف امارسه ومتى هذا شأن آخر.

*هل يعني ذلك انكم ستنتظرون الى ما لا نهاية.. ستنتظرون لحين ايجاد حل دبلوماسي؟

-لن ننتظر الى ما لا نهاية، نحن سننتظر حلا دبلوماسيا لكن ليس الى ما لا نهاية.

* هل يمكن لحزب الله ان يقدم على خطوة مشابهة لما اقدم عليه قبيل حرب تموز (يوليو) 2006؟

– الأمر مختلف تلك الخطوة كانت من اجل تحرير الاسرى، الآن لا يوجد اسرى، لكن توجد لدينا ارض محتلة.

* الارض اهم من الاسرى؟

– توجد لدينا ارض محتلة ،والاحتلال لا يقاس بمساحة الارض، اليوم كل شبر من الوطن يوازي في أهميته الوطن كله.

 

صواريخ الجنوب

* مؤخرا تم إطلاق عدد من الصواريخ من الجنوب اللبناني تجاه إسرائيل.. هل تم ذلك بعلم او ايعاز من حزب الله؟

– ابدا ،ولم يكن لدينا علم بها اصلا.

* اليست المناطق التي أطلقت منها الصواريخ تخضع لسيطرة حزب الله؟

لا ،هذه المناطق موجود فيها حزب الله ،واليوم حزب الله موجود في كل قرية جنوبية، لكن تسأل تحت سيطرة من، اقول لك هي تحت سيطرة الجيش اللبناني ومسؤولي الدولة اللبنانية وسيطرة قوات اليونيفيل الموجودة جنوبي نهر الليطاني ،تقول ان حزب الله موجود هناك، اقول ان حزب الله موجود ،وكل الأحزاب والقوى اللبنانية موجودة جنوب نهر الليطاني، حزب الله والبعث والفلسطيني وتيار المستقبل.. كل الأشقاء موجودون هناك.

أؤكد لكم ان إطلاق هذه الصواريخ لم يكن بعلمنا او بموافقة منا، وليس لنا أي علاقة بالأمر.

 

الانتقام لمغنية

* مضى الآن اكثر من عام على اغتيال عماد مغنية، وتوعدتم بالانتقام لاغتياله، لكن الى الآن لم تقدموا على مثل هذه الخطوة.. هل هذا الوعد مجرد»كلام «ام هو قادم لا محالة؟

-لا نطلق مجرد كلام او وعود، وهو ما اكد عليه سماحة السيد في آخر خطاباته، هناك حق لهذه المقاومة، لكن اين وكيف ومتى… ،اؤكد ان دمنا ليس رخيصا ،وخاصة من قبل الإسرائيليين.

*ما حقيقة اكتشاف عمليات كان الحزب ينوي القيام بها في دول غربية؟

– لا أؤكد لا وانفي ،ولا نريد الإفصاح عن هذا الأمر.

*لماذا لم تقوموا حتى الآن بالإفصاح عن التحقيقات المتعلقة باغتيال عماد مغنية والكيفية التي تم بها اغتياله؟

– تم قطع شوط طويل في هذا المجال.

لكن الصحف الإسرائيلية كشفت قبل مدة عن الطريقة التي تم بها اغتيال مغنية. نحن أعلنا قبل الإسرائيليين ان الموساد الإسرائيلي هو من وراء هذه العملية.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x