حوارات

الحرمي أهداه “خطاب أمة”: رئيس وزراء تركيا أعاد التأكيد على مضامين مقدمته للكتاب خلال زيارته للدوحة

أهدى الزميل جابر الحرمي رئيس التحرير نسخة من كتابه «خطاب أمة» إلى دولة السيد أحمد داود أوغلو رئيس وزراء الجمهورية التركية الشقيقة، الذي قام بالتقديم له.

جاء هذا خلال استقبال داود أوغلو للحرمي خلال زيارته للدوحة الخميس الماضي، التي أجرى خلالها لقاءات مكثفة مع عدد من المسؤولين والمثقفين ورجال الأعمال، كما ألقى كلمة في جامعة قطر، وصف فيها العلاقات القطرية – التركية بأنها متميزة ومثالية.

وكان دولة السيد أحمد داود اوغلو، رئيس وزراء تركيا أحد القادة السياسيين الذين كتبوا مقدمة لهذا الكتاب، حيث أشاد بدور قطر كلاعب مؤثر على مسرح السياسة العالمية وفي قطاع الطاقة العالمي، منوها بالعلاقات القطرية — التركية، وأن البلدين، في ظل فترة الصراعات التي يموج بها العالم العربي، يصران على أن الطريقة المثلى لوضع حد لممارسات القمع والمعاناة الإنسانية، تتمثل في المصالحة السياسية في المنطقة، ومن بينها بالطبع اليمن وسوريا والعراق، وخاصة أن الموقف الحاسم الذي اتخذته دولة قطر وشعبها تجاه الربيع العربي، كان أيضا مصدرا مستمرا للإلهام والتضامن مع تلك الشعوب.

وقال السيد أحمد داود اوغلو إن تركيا ستواصل بذل الجهود مع قطر والمجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل سلمي للصراعات في المنطقة، وقد كانت حكمة القيادة القطرية واحدا من العوامل الرئيسية المهمة في حل تلك الصراعات.

◄ إعادة تأكيد

وكان من اللافت خلال الزيارة الأخيرة لداود أوغلو، أنه أعاد التأكيد على ذات المضامين، التي كتبها في مقدمة “خطاب أمة”، بشأن العلاقات الاستراتيجية القطرية التركية خلال لقاءاته المختلفة، حيث أكد في كلمته خلال جلسة المباحثات الرسمية التي عقدها مع معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أن العلاقات بين قطر وتركيا علاقات تاريخية ومثالية، وهي علاقات أخوة بين القادة ومحبة بين الشعبين الشقيقين..

منوها أيضا بالعلاقات التكاملية بين البلدين والتعاون في جميع الأصعدة، لاسيما الاستثمارية والاقتصادية والطاقة.

كما وصف خلال كلمة ألقاها في جامعة قطر، العلاقات القطرية — التركية بأنها متميزة ومثالية.. وقال “إن قطر وتركيا تتمتعان بعلاقات ممتازة وقوية في كافة المجالات، وتمتلكان رؤية مشتركة حيال كافة القضايا في المنطقة”.

ولفت رئيس الوزراء التركي إلى أن العلاقات القطرية — التركية نمت بشكل أسرع في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، مشيرا إلى السياق السياسي الإقليمي والعالمي، الذي نمت وتطورت خلاله هذه العلاقات.

وقال إن الحوار المفتوح بين قطر وتركيا، هو مثال على القيم السياسية الرفيعة، التي يجب أن تحل محل العداء والصدام..

مشيرا في هذا السياق إلى تأسيس مجلس أعلى للتعاون الاستراتيجي وتوقيع نحو 17 اتفاقية خلال زيارة الرئيس التركي لقطر أواخر العام الماضي.

وفي معرض حديثه حول منطقة التبادل الحر بين تركيا ودول التعاون الخليجي، خلال فعاليات المنتدى القطري — التركي، قال داود أوغلو “إن تركيا تولي أهمية قصوى لإقامة منطقة للتبادل الحر مع هذه الدول، وأنها تنظر إلى دولة قطر بوصفها من الأعمدة الرئيسية في دول التعاون الخليجي؛ لذلك تطلب دعم قطر لبلاده في هذا المجال”.

◄ خطاب أمة

غلاف خطاب أمة 1 الحرمي أهداه "خطاب أمة": رئيس وزراء تركيا أعاد التأكيد على مضامين مقدمته للكتاب خلال زيارته للدوحة

يذكر أن “خطاب أمة” صدر عام 2014، وهو باكورة إصدارات الزميل جابر الحرمي، ويوثق ملامح السياسة القطرية الخارجية تجاه قضايا المنطقة، وذلك عبر خطابين تاريخيين لسمو الأمير المفدى، أولهما خطابه في الجلسة الافتتاحية العامة للدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي عقدت في مقر المنظمة الدولية بنيويورك في سبتمبر 2014، وثانيهما خطابه في مجلس الأمن خلال اجتماع المناقشة المفتوحة، على مستوى القمة، حيث يقدم تشخيصا دقيقا، لمواقف قطر تجاه جميع القضايا السياسية، التي تشغل منطقة الشرق الأوسط والعالم.

ويكتسب الكتاب أهميته التوثيقية ايضا، من الحوار الشامل والصريح الذي اجرته قناة “سي إن إن” مع سمو الأمير، الذي تطرق فيه بشفافية وموضوعية، إلى موقف قطر تجاه جميع التفاصيل السياسية في المنطقة العربية. وقد شكل تزامن الحوار مع خطابي الأمم المتحدة ومجلس الأمن “ثلاثية وثائقية” ذات قيمة تاريخية.

لقد حرص الزميل الحرمي على جمع تلك “الثلاثية الوثائقية” في كتاب يتضمن النصوص الحرفية للخطابين، والحوار مع قناة الـ”سي إن إن”، بالإضافة إلى القراءات المعمقة للمواقف التي أعلنها سمو الأمير، بما يشكل مرجعا جيدا للمؤرخين والباحثين والإعـــلاميين والمهتمـــــين وجمهور القراء.

يجمع الكتاب بين دفتيه أربع مقدمات لشخصيات سياسية رفيعة المستوى، هم: أحمد داود اوغلو، رئيس الوزراء في الجمهورية التركية، وطارق الهاشمي، نائب الرئيس العراقي السابق، وإسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية السابق، ورياض حجاب، رئيس الحكومة السورية الأسبق، المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية.

ويتضمن الكتاب أيضا سلسلة مقالات لرئيس التحرير، حول القضايا التي طرحها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمقابلة الخاصة مع “سي إن إن”، إلى جانب قراءة المواقف التي رسخها سموه، والسياسة التي تنتهجها قطر حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، التي كانت محل اهتمام الرأي العام العالمي.

كتاب “خطاب أمة” عمل متميز يثري المكتبة الوطنية، ويقدم مرجعا مهما للطلبة والباحثين والإعلاميين، وهو كتاب جدير بالاهتمام والمطالعة.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x