حوارات

ضاحي خلفان: قطر عرفت حرية الإعلام قبـل مجئ مينار

الاعتداء على الأديان ليس من حرية الصحافة

أكد قائد عام شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان ان قطر عرفت حرية الاعلام والصحافة قبل مجئ روبير مينار مدير عام مركز الدوحة لحرية الاعلام، منوها في هذا المجال بقناة “الجزيرة”، التي أنشئت بإرادة قطرية، وليس بإرادة “مينارية” على حد قوله.

وقال في تصريحات لـ الشرق إن قطر بها من الكوادر الإعلامية المشهود لها بالمهنية والكفاءة، مشيرا الى ان هذه الاقلام انتقدت اداء الحكومة ولم تمارس الدولة عليها اي ضغوطات.

وردا على سؤال حول قيام روبير مينار باتهام شرطة دبي بأنها تمارس قمعاً للحريات قال الفريق ضاحي خلفان إن دخول مينار على الخط باتهامه شرطة دبي بأنها تمارس قمع الحريات لم يكن متوقعا وتصرف غير متوقع من شخص يدعي انه يمارس الحرية الصحفية وحرية التعبير، فاذا كانت هناك حرية فانه يجب ان يكون لرأينا منطلقا ولا يسعى الى قمعه.

وأضاف : بالنسبة لنا فقد تحدثنا عن الامور الإباحية البحتة، والامور ذات الصلة بالاعتداء على الديانات السماوية، وبالتالي فان الاعتداء على الاديان عملية ليس لها ارتباط بحرية الصحافة، وليست من حرية الصحافة،  فالقضية ليست قضية شخصية، وليست حرية تعبير، فبالامكان ان يكون لكم دينكم ولنا دين، ولا تصل الى مرحلة انتقاد الاديان علانية، بل حتى عندما تنتقد الشخص باسمه او تقدم على تجريحه فانك قد خالفت قواعد الحرية وتحولت الى التجريح، فالحرية ليست بمفهومها المنفتح على كل شيء، أنا اتفق مع الرأي القائل يمكن ان تكون مفاهيم الحرية في بلد تختلف عن بلد وعن ناس آخرين، ولكن ليس الى حد التعاطي مع المسائل الاباحية والاعتداء على الاطفال وعرض الجنس الاباحي، الذي يعرض الآن في بعض المواقع، حتى الدول الغربية بما فيها فرنسا، عندما تفتش في دساتيرها الاعلامية فانك تجد تقديرا لكثير من هذه الجوانب، وتحرص على عدم اطلاع الاطفال على الامور الاباحية والا تكون في متناولهم والا تتم المتاجرة بهم، او عرض صورهم في وسائل الاعلام، فهناك حاليا مواقع تعرض صورا لاطفال ربما لم يتجاوزوا عامهم الثاني في اوضاع جنسية غير لائقة أليس هذا ما تجب محاربته.

واستطرد قائلا : ان دخول مينار في قضية يعتبرها العالم اجمع انها خلاف للقيم المجتمعية، ليس فقط العالم العربي والاسلامي بل حتى العالم الغربي، واعتبار هذا نوعا من تكميم الافواه للاعلام كان طريقة مستهجنة بالنسبة لنا ما كان ينبغي الحديث في حرية الاعلام هكذا.

 

الحرية موجودة في قطر قبل مينار

وتابع قائد عام شرطة دبي: اذا كان مينار جاء ليكون مدافعا عن حرية الاعلام في الدوحة او غيرها، فان حرية الصحافة والاعلام في قطر موجودة قبل ان يأتي مينار، فقد شهدنا وقرأنا اقلاماً قطرية انتقدت قوانين حكومية، واشارت الى انها قوانين يجب ان تكون اكثر تقدما، وانها لا تعطي حرية الصحافة كما ينبغي، وكتبت أقلام قطرية مواطنة وانتقدت، ولم تمارس عليها او ضدها الحكومة القطرية اي شيء، واستجابت لبعض أطروحاتها، وبالتالي مينار لم يقدم ولم يؤخر في حرية التعبير، وهو لا يعرف تاريخنا، فهو لا يدري ان المواطن العادي كان يقول للأمير أو الشيخ هذا خطأ وهذا صح على مرأى ومسمع من الجميع، وبكل رحابة صدر، فالقضية أحيانا عندما يتخيل الإنسان أو يتوهم انه جاء ليكون منقذا او رافع الظلم او محرر الفكر انه الرجل الذي اتاح حرية التعبير للناس يكون مخطئاً، فقناة “الجزيرة” سبقت مينار وطرحت وناقشت مواضيع عن العالم العربي بمنتهى الشفافية والصراحة، وانا من المعجبين بالجزيرة وبرامجها واكاد لا أرى اي قناة اخرى، لقناعتي بانها تطرح برامج ورؤى قد نختلف او نتفق معها ولكن علينا احترامها وتستحق التقدير.

في اعتقادي انه ليس لمركز الدوحة الفضل، او انه هو الذي كان البادئ في هذا المطلب، فقد قبل المواطنون القطريون وتقبلوا الجزيرة، وتقبلت الحكومة القطرية الجزيرة بأن تكون مكاناً للانطلاق منه كمركز من المراكز، التي بها محطة تفتح الحرية للرأي والرأي الآخر بأن يكون حاضرا، للعربي والمسلم، ولغير العربي، المسلم والمسيحي واليهودي، اعتقد ان مينار ومركزه لن يلعب “ربع” الدور الذي تلعبه الجزيرة في التأثير، سواء في الرأي العام او في نقل وقبول الرأي الآخر او في ضرورة حرية الاعلام والصحافة، كما تلعب الجزيرة التي هي موجودة منذ سنوات، وأتت بإرادة قطرية وليس بإرادة “مينارية”.

 

مبادرة محاربة الفضائيات الهابطة

ويواصل قائد عام شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان حديثه بالقول: قطر وبمبادرة من صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند اطلقت حملة لمحاربة الفضائيات الهابطة، وتناولت الجزيرة هذه القضية المهمة، وأتذكر برنامج الاتجاه المعاكس، الذي تحدث عن هذه القضية، وعندها قال مقدم البرنامج فيصل القاسم ان هذه المحطات اشبه ما تكون بـ “الكباريهات” وهذا وصف دقيق.

اليوم ليست الشطارة ان تدافع عن الاباحية وتعتبرها جزءاً من حرية الصحافة والاعلام، الصحافة بمرتبة من النزاهة عالية جداً، فهي لا تنزل الى هذا المستوى المنحط والمتدني.

مينارـ بين قوسين ـ إما انه صحفي على “قد” حاله، او انه لا يعرف التفريق بين الاعلام والإخلال بالآداب العامة، وهذه مشكلة، فالشخص الذي يتولى منصباً مثل هذا لابد ان يكون على دراية عالية بما يقول وبما يعمل.

ويضيف: ان اصرار مينار على ان شرطة دبي اتخذت هذا الموضوع دليلا على جهل، كان الحديث في البداية عن مواقع بها الكثير من الاباحية وانه يجب التعاطي معها بالتحفظ الذي يمنع وصولها الى الاجيال والمراهقين، وبالتالي اتصلوا بنا من مدينة دبي الاعلامية ان رغبة اليوتيوب وغوغل بالاستماع الى وجهة نظرنا ومناقشتنا، ثم هيئة الاتصالات التقت معنا واخبرونا بانهم درجوا 500 كلمة لحجب مثل هذه المواقع الاباحية، انا الى هذا اليوم لم أر هذه القائمة ولا اعرفها بالضبط، ولا يهمني الا الشيء الذي فيه اباحية ألا يكون في متناول المراهقين، الا ان اصرار مينار على ان شرطة دبي تريد تكميم الأفواه وان الاساس هو ألا تنتقد الامارات، لهو امر مستغرب، وأقسم بالله أن هذا لم يكن يخطر ببالنا تماما، انظروا كيف سعى الى ربط الموضوع والايهام بأن هناك مسعى لحجب المواقع التي تنتقد الامارات.

 

نتقبل النقد

وأكد الفريق ضاحي خلفان أن دولة الإمارات ترحب بأي نقد موضوعي وصادق وقال في هذا الشأن: نحن بالنسبة لنقد الامارات فاننا نتقبله، نحن كبشر وحكومة نعمل وقد نخطئ، وهو امر طبيعي، وطالما نشر في وسائل الاعلام والصحافة النقد للإمارات، ولم تمنع من الدخول والتداول في الامارات، وهذا ليس من اليوم، بل حتى منذ عهد الشيخ راشد فقد جاءه وكيل وزارة الإعلام يوما يخبره بان هناك نقدا في إحدى الصحف لدبي وانه يريد منع دخولها، فرفض الشيخ راشد ذلك، وقال اذا كان هذا النقد صحيحاً فنحن نستحق، واذا لم يكن فينا فان الناس سوف تكتشف ذلك وستعرف الحقيقة.

نحن ـ كما أنتم في قطر ـ تربينا على ان قول وجهة النظر فيك وتوجيه الانتقاد لك تعودنا على ذلك، ونعتبره حرية شخصية، وانه لا يجب حظر الصحيفة التي قالت ذلك، لكن ما علاقة الاباحية في عملية النقد؟، الاباحية وتأثيرها على نفسية المراهق والشاب واخلاقه ومسلكه وكيانه، وبالتالي المسألة تخضع للجوانب التربوية، وليس مرتبطة بسياسة او برغبة شرطة بتكميم افواه.

لا تتمنى من مركز لحرية تعبير ان يزج نفسه في قضية المواقع الاباحية والناس يتحدثون عن هذه المواقع وانه يجب اغلاقها.

ويشدد قائد عام شرطة دبي على انه ليس لدي ارتباط بالمؤسسة الاعلامية الرسمية في الامارت، ويضيف “انا  اتحدث عن هذه القضية بصفتي رئيسا لجمعية توعية وتربية احداث اولا، ثانيا قائد شرطة، فعندما اسمع عن عرض اباحي على الشاشات ويصل اليه الطفل دون مقدرة الاهل للتدخل لمنعه او الوصول اليه، فاننا ندخل في اشكالية مهمة، الامر اذا احد قام اليوم بالترويج لفيلم اباحي هل يتم تجريمه أم لا ؟ بالتأكيد يجرم في جميع الاماكن، ربما في بلد مينار لا يحدث ذلك ومسموح بشرائه، لكن هذا عند مينار، لكن مجتمعاتنا تحديدا لها خصوصية، وبالتالي فان ما يصلح في مجتمع ليس بالضرورة ان يكون صالحا لمجتمع آخر”.

 

جاء متأخراً جداً

القضية الآن اذا كان مينار يعتقد بان مهمته في الخليج إطلاق الحرية للصحافة وحرية التعبير مساحتها الواسعة، أقول له إنه جاء متأخر كثيراً، فاذا كان لا يقدر اتجاه حتى الحكومات في التصدي للفضائيات الهابطة او مسلكيات هابطة او اباحية يمكن ان تنشر تربية متدنية في اخلاقيات البشر، ويعتبر ان هذا جزء من عمل وحرية الصحافة، فان هذه مشكلة اخرى نحن امام مسؤول لا يصلح ان يكون في هذا الموقع، نعم اذا تم منع انسان عن الكتابة او العمل الصحفي وطالب بعدم منعه او التعبير عن رأيه فاننا نتفق معه، اذا كان يستطيع غرس في الاجيال الناشئة فكرة حب التعبير واحترام الرأي الآخر اكثر منا نحن اهل الدار نتمناه لبلدنا ونعلمه لابنائنا وتعلمناه من آبائنا واجدادنا وشيوخنا، نقول “كثر الله خيره”، لكن انا شخصياً كمواطن خليجي لا اعتبر ان ما يطالب به مينار هو اضافة جديدة على ما كان موجودا في مجتمعاتنا، التي عرف عنها المناصحة وقول الحق والصراحة حتى امام المسؤولين، وكلنا في المجالس ربما كان يسمع كيف ان المواطن يقوم بتوجيه الانتقاد بصورة حضارية حتى لشيوخنا.

مينار قادم من كوكب ومجتمع آخر له خصوصيته، وبالتالي لا ينبغي له نقل خصوصيته لفرضها على مجتمعاتنا، ومن المؤكد ان قطر لا ينقصها الكوادر المؤهلة والحرص على مصلحة قطر، وبالتالي نتمنى لو كان مدير المركز قطرياً، “فأهل مكة أدرى بشعابها” كما يقول المثل.

 

دعوة روس دليل سوء نية مينار

وردا على سؤال حول قيام روبير مينار بالتنسيق مع اليونسكو بدعوة فلمنغ روس رئيس تحرير الصحيفة الدانماركية التي قامت بنشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم قال قائد عام شرطة دبي: اعتقد ان مينار بهذا يؤكد وكأن ما يريده في هذا المركز هو خلق إثارة ليس لها ضرورة، فلا يعقل دعوة انسان يتهجم على نبي بهذه السخرية، ويسمح بنشر كاريكاتيرات مسيئة، ثم تتم استضافته في مؤتمر وأين في قلب الجزيرة، فاذا كان القصد هو إظهار ان ذلك من باب حرية التعبير فهل كل من سيسئ الى النبي في الغرب ستتم دعوتهم لديارنا والاحتفاء بهم ؟.

مع الاسف الشديد يساء إلينا ثم نحتفي بمن أساء لنا، بينما هناك العديد من الرموز العربية والاسلامية منعت من دخول الدول الغربية لمجرد ابداء آرائهم حيال قضايا ليس فيها تهجم على انبياء او ديانات، فلماذا لم نجد تحركا من السيد مينار للضغط على تلك الدول بالسماح لدخول هذه الرموز؟

كيف نسمح لشخص انتقد نبينا وسمح بانتقاده ان يكون ضيفا علينا ومرحبا بيننا، أبسط الامور ان يكون ذلك على قائمة الممنوعين، نعم قد يكون رجل الهجرة لا يعرف ذلك الشخص، او اخذ تأشيرة بطريقة ما، لكن بلا شك باعتقادي ان مينار بهذه الطريقة يبدو متعمدا، فنحن ضباط تحقيق نعرف عندما يتصرف الانسان بشكل متعمد، فلو تقدم هذا الشخص باسم اجنبي لادارة الهجرة لمنح التأشيرة ودخل على موظف الهجرة دون ان يعلم من هو، لكن من دعاه يعرفه تماما ويعرف خلفيته ويعرف ما الذي ستثيره هذه الدعوة.

فلماذا يقوم مينار بدعوة هذا الشخص وتقديمه بدعوى انه حرية تعبير، في حين انه لا يتحدث عن الرموز العربية والاسلامية، التي تمنع من زيارة الدول الغربية ؟ فلم نجد بيانات من مينار تنتقد الدول التي تمنع هذه الرموز من زيارتها، في حين انه ينتقدنا لأننا قمنا بمنع الخلاعة، أليس هذا امراً عجيباً.

انني أتمنى من أصحاب القرار في دولة قطر الشقيقة أن يستبدلوا مينار برجل فاضل من الأخيار من القطريين في هذا المنصب الحساس.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x