حوارات

عمر الجابر: مشروعات سياحية واعدة توفر بيئة تنافسية للمستثمرين في قطر

أكد السيد عمر الجابر، مدير إدارة الخدمات المشتركة في قطر للسياحة، أن دولة قطر تتمتع ببيئة استثمارية مشجعة وجاذبة وداعمة للمستثمر الأجنبي والمحلي على حد سواء، وقال “إن قطاع السياحة في قطر ما زال قطاعا واعدا ينمو بشكل مطرد، وهذا يوفر ميزة تنافسية كبيرة للمستثمرين. مبينا أن الحكومة تقوم بدور كبير في تقديم الحوافز والدعم لجذب الاستثمارات الأجنبية في مختلف القطاعات الاقتصادية بما فيها قطاع السياحة.
وأوضح مدير إدارة الخدمات المشتركة في قطر للسياحة في حوار شامل مع “” أن اختيار الدوحة عاصمة للسياحة العربية لم يأت من فراغ، بل هو نتاج جهود كبيرة ومضنية على مدار أعوام مضت نجحت في وضع اسم قطر على خريطة السياحة العالمية، وتعزيز تنافسيتها مع العديد من الوجهات الإقليمية، ولقد فاق ما قدمته قطر خلال بطولة كأس العالم قطر فيفا 2022، كل التصورات والتوقعات. مؤكدا أن قطر للسياحة من أعلى المؤسسات التي تطبق سياسة توظيف واستيعاب الكوادر القطرية، حيث بلغت نسبة الموظفين القطريين لديها أكثر من 73% وكلهم من الكفاءات والكوادر المدربة.
 وقال “بعد كأس العالم شهدت قطر نمواً ملحوظاً في السياحة خلال العام الحالي 2023 حيث وصل عدد الزوار خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام إلى مليون و400 ألف زائر بزيادة نسبتها 256% عن الفترة نفسها من العام السابق، مع توقعات بالوصول إلى 2.5 مليون زائر بنهاية عام 2023.
وتحدث السيد عمر الجابر عن المشاريع المرتقبة التي سيتم افتتاحها خلال هذا العام وقال “نذكر من هذه المشروعات حديقة الألعاب المائية “مريال”، وهي الأكبر في المنطقة وتمتد على مساحة 281,648 مترا مربعا وتشمل 36 لعبة مائية وبرج تزلج مائيا أيقونيا – يصل ارتفاعه إلى 85 متراً. وتتميز الحديقة بموقعها في جزيرة منفصلة على رأس جزيرة قطيفان الشمالية. واضاف قائلا “كما سيتم افتتاح عدد من الفنادق من فئة الخمس نجوم في مدينة لوسيل والتي ستكون إضافة إلى مجموعة الفنادق التي توفرها المدينة وتتميز بتصاميمها التي تعتبر اعجوبة معمارية. كما ينتظر قطر رزنامة فعاليات حافلة ومتنوعة خلال الأشهر القليلة القادمة.
وفيما يلي نص الحوار الذي يتناول مختلف الجوانب ذات الصلة بأهداف قطر للسياحة ومصالح الجمهور والشركات.

◄ في إطار الاستعدادات لفعاليات الدوحة عاصمة السياحة العربية للعام 2023 ما المبادرات التي تودون إطلاقها في المرحلة المقبلة؟
◄ السياحة صناعة متجددة ومتنوعة، وكل يوم هناك الجديد من حيث التقنيات والاتجاهات والتغيرات وتغير ظروف وإمكانيات المسافرين والزوار، ولهذا فإن أية وجهة سياحية ناجحة يجب عليها أن تواكب تلك التغيرات. ومن أجل تحقيق ذلك التطور، فإننا على تعاون وثيق مع سائر الشركاء في القطاعين العام والخاص، ونعمل على مواصلة تنويع العروض السياحية مع الحرص على تقديم خدمات مميزة للزوار في كل مرحلة من مراحل زيارتهم، كما نعمل على مواصلة تقديم الترفيه العائلي من خلال رزنامة غنية بالفعاليات، وسوف نقوم بالإعلان عنها تباعاً.
وخلال الشهور القليلة الماضية قامت قطر للسياحة بإطلاق مبادرتين رئيسيتين، الأولى تركز على تيسير دخول الزوار للوجهة السياحية، وهي إعادة تفعيل منصة هيّا بحلة جديدة، حيث تسمح للزوار بالاطلاع على عروض قطر السياحية والتقدم بطلب التأشيرة من خلال الموقع الالكتروني أو تطبيق الهاتف، مما يسمح للزوار بالدخول عبر البوابات الإلكترونية في مطار حمد الدولي. أما الزائرون عبر منفذ أبوسمرة البري، فتتيح لهم منصة هيّا خدمة مسار التسجيل المسبق، وهي خدمة اختيارية، لإصدار تصريح لمركباتهم.
أما المبادرة الثانية التي أطلقتها قطر للسياحة فهي برنامج “جوائز قطر للسياحة”، وذلك بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية، لتكريم أبرز المساهمات والجهود التي يبذلها الشركاء في القطاع السياحي لتقديم تجارب سياحية متميزة في قطر. كما يسعى برنامج الجوائز إلى تشجيع جميع الشركاء الذين يسهمون بشكل مباشر أو غير مباشر في تقديم التجارب السياحية على الاستمرار في تطوير مبادرات بنَّاءة تتميز بالتفرد والاستدامة وتلبي متطلبات إمكانية الوصول وأعلى معايير التميز في الخدمة.إن اختيار الدوحة كعاصمة للسياحة العربية لم يأت من فراغ، بل هو نتاج جهود كبيرة ومضنية على مدار أعوام مضت نجحت في وضع اسم قطر على خريطة السياحة العالمية، وتعزيز تنافسيتها مع العديد من الوجهات الإقليمية، ولقد فاق ما قدمته قطر خلال بطولة كأس العالم قطر فيفا 2022 كل التصورات والتوقعات.

 إرث المونديال
◄  كيف يمكن لقطر للسياحة الاستفادة من الإرث السياحي لمونديال قطر 2022؟
◄ كما ذكرت سابقا وكما شهد العالم، فما قدمته قطر لجمهور بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، قد فاق كل التوقعات والتصورات، ليس فقط من الجانب التنظيمي للمباريات والجمهور، ولكن ما قدمته قطر من عروض سياحية جذبت أنظار الملايين حول العالم، وما وظفته قطر من إمكانيات بشرية وتقنية جعلت من تجربة المشجعين تجربة لا مثيل لها في أي بطولة سابقة، وربما سيصعب تحقيقها في البطولات القادمة.
ولقد نجحنا في تحقيق هذا التميز بفضل تطور البنية التحتية السياحية بدءاً من منافذ الدخول مروراً بوسائل المواصلات وخيارات الإقامة والعروض الترفيهية والتراثية والثقافية، والأهم توافر عاملي الأمن والأمان وهي كلها العوامل التي تعزز تجربة أي زائر.
لا شك أن استضافة قطر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، قد عزز من مكانة قطر على خارطة السياحة العالمية، حيث كانت البطولة حافزاً جيداً لإظهار قطر كأفضل الوجهات للسفر والترفيه العائلي. وبعد كأس العالم شهدت قطر نمواً ملحوظاً في السياحة خلال عام 2023 حيث وصل عدد الزوار خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري إلى مليون و400 ألف زائر بزيادة نسبتها 256% عن الفترة نفسها من العام السابق، مع توقعات بوصولنا إلى 2.5 مليون زائر بنهاية عام 2023، وهو ما يمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق المستهدف في الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة 2030.
وقد أطلق المجلس الوزاري العربي للسياحة على الدوحة لقب عاصمة السياحة العربية لعام 2023، تقديراً لتطور قطر في صناعة السفر والسياحة، ولتلبية المعايير والشروط المرجعية التي أعدها واعتمدها المجلس الوزاري العربي للسياحة بجامعة الدول العربية وأهمها إدارة السياحة، والبنية التحتية والموارد، والسلامة والأمن، وتنوع الأنشطة السياحية بالإضافة إلى الحفاظ على البيئة وحمايتها، كما يعد هذا الإنجاز شهادة على التزام قطر بتحقيق التميز في كافة العروض السياحية التي تقدمها.
وكأحد العاملين في قطاع السياحة القطري، أشعر بفخر شديد لما حققناه من نجاح وتطور برغم التحديات الكبرى التي مررنا بها خلال الأعوام الماضية.

غياب الكادر القطري
◄ لماذا يغيب الكادر القطري من أجنحة قطر للسياحة في المعارض والملتقيات الترويجية العالمية؟
◄ يجب توضيح عدة نقاط رئيسية للإجابة عن هذا السؤال:
أولا: أن السياحة صناعة متعددة الثقافات اللغات، ومع خططنا في استقطاب الزوار من 15 سوقا حول العالم، وبالتالي نضع في اعتبارنا دائما توظيف الكفاءات والخبرات التي تستطيع فهم تلك الثقافات ومعرفة احتياجاتها والتركيز على ما يناسبها.
ثانيًا: أن قطر للسياحة من أعلى المؤسسات التي تطبق سياسة توظيف واستيعاب الكوادر القطرية، حيث بلغت نسبة الموظفين القطريين لدينا أكثر من 73% وكلهم من الكفاءات والكوادر المدربة.
ثالثًا: نحرص دائماً على توفير الفرصة لكوادرنا المحلية للاحتكاك بالخبرات العالمية سواء من خلال إتاحة الفرصة للعمل بشكل مباشر أو التدريب مباشرة مع تلك الكفاءات والخبرات، أو من خلال التواجد ضمن الوفود التي تمثل قطر في المؤتمرات والمعارض الدولية.
ونحن نؤمن أن أفضل سفير لقطر وأفضل من يعبر عن ثقافتنا وتراثنا وهويتنا هم أبناء وبنات هذا الوطن الغالي، وهو ما كان وسيستمر إلى أن يشاء الله تعالى.

المكاتب التمثيلية
◄  يوجد العديد من المكاتب التمثيلية لقطر للسياحة في العالم.. كيف يمكن تقوية أداء هذه المكاتب؟ وهل ترون أن قطاع السياحة في حاجة الى هذه المكاتب حاليا؟
◄ المكاتب التمثيلية لها أهمية كبيرة في جهودنا الترويجية وفي تعزيز قدراتنا في التواصل مع الزوار من الأسواق المستهدفة، وذلك من خلال الأبحاث والدراسات التسويقية التي يقومون بها، وعقد الشراكات مع منظمي الرحلات، وتوفير التدريب اللازم لوكلاء السفر، وتنسيق الزيارات الإعلامية والحملات الترويجية.
وحتى الآن يمثل قطر للسياحة حوالي 13 مكتباً تمثيلياً موجودين في الصين والهند وإيران وجنوب شرق آسيا وتركيا وإنجلترا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، ونسعى إلى توسيع قاعدة مكاتبنا التمثيلية بما يتماشى مع أهدافنا الاستراتيجية ومتغيرات السوق.
إلى جانب ذلك، قامت قطر للسياحة بتوفير برنامج “خبراء قطر” التدريبي عبر الانترنت لوكلاء السفر في مختلف الدول، ليحل محل برنامجها التدريبي “طواش”. ويوفر البرنامج لشركائها التجاريين المعرفة والأدوات ذات الصلة للتسويق لقطر دولياً بحرفية عالية، ويُقدَّم البرنامج في 11 لغة ويغطي العديد من الجوانب من السياحة القطرية، منها التاريخ، والتراث، ومعالم الجذب السياحي، والتجارب السياحية المقدمة.
وتساهم طبيعة عمل المكاتب التمثيلية بشكل رئيسي في وضع قطر كوجهة سياحية مرغوبة أمام أعين وفي أذهان الزوار المستهدفين من الأسواق السياحية الكبرى، التي حددناها بعد دراسات مطولة. وكما ذكرت فإن السياحة صناعة متغيرة تتطور يوماً بعد يوم، ونحن نعمل دائماً على مواكبة تلك التطورات سواء من خلال ما نقدمه من عروض ومرافق وخدمات سياحية هنا في الداخل أو من خلال جهودنا الترويجية وشراكتنا في الخارج.

منصة هيّا
◄ أطلقتم مبادرة دخول 88 جنسية إلى قطر دون تأشيرة مسبقة.. هل ساهمت هذه المبادرة في تعزيز التدفق السياحي إلى الدوحة أم تحتاج إلى معطيات جديدة لتنشيطها؟
◄ إن قطر حالياً هي الدولة الأكثر انفتاحاً في الشرق الأوسط والثامنة في الترتيب العالمي من حيث التسهيلات في سياسات منح التأشيرات، حيث يحق لمواطني 100 دولة حول العالم الحصول على تأشيرة الدخول إليها عند الوصول (بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي). وقد أطلقت قطر مؤخراً منصة “هيّا” بشكل جديد، ووحَّدت من خلالها إجراءات الحصول على تأشيراتها السياحية وأتاحت للزوار الذين يحتاجون إلى التأشيرة الحصول عليها عبر الموقع الإلكتروني لمنصة “هيّا” أو تطبيقها عبر الهواتف الذكية للدخول إلى قطر والاستمتاع بالعروض السياحية وبضيافتها العربية الأصيلة.

إن إعفاء مواطني 100 دولة من تأشيرة الدخول المسبقة عند الوصول إلى قطر ليس إلا خطوة من الخطوات التي تقوم بها قطر للسياحة في سبيل زيادة عدد الزوار إلى قطر. لقد وضعت قطر للسياحة منذ عشرة أعوام خارطة طريق متكاملة لتطوير القطاع وهي متمثلة بالاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة، ومنذ ذلك الحين ونحن نعمل على تنفيذها.

اشتراطات التصنيف
◄ تعددت العلامات الفندقية في السوق المحلي والكثير من هذه العلامات غير ملتزم باشتراطات التصنيف.. ما العقوبات الموضوعة لهذه الفنادق؟ وكيف يتم التعرف عليها؟ وهل هناك لجنة مختصة بتصنيف الفنادق؟
◄ من الصعب أن توجد منشأة فندقية مرخصة ومصنفة من قطر للسياحة ولا تلتزم باشتراطات تصنيفها، وذلك لعدة أسباب أهمها هو التعاون والالتزام الكبيرين من قبل المنشآت الفندقية، وكذلك الحزم في تطبيق اللوائح والقوانين.
ومنذ بداية عملية التصنيف فإن قطر للسياحة قد وضعت إجراءات واشتراطات واضحة للغاية، تتم عبر مرحلتين أساسيتين، أولاهما مرحلة التقييم الذاتي عبر الموقع الالكتروني ثم مرحلة الزيارات التفقدية واستيفاء الاشتراطات الخاصة بالتصنيف المختار.
وتتم عملية المراقبة والتفتيش بصورة مستمرة، وهي لا تعتمد فقط على تقييمات مفتشي قطر للسياحة، ولكن تأخذ بالاعتبار آراء النزلاء وتقييماتهم من خلال مواقع السفر والسياحة الكبرى مثل TripAdvisor وBooking.com.
وتتعرض المنشأة الفندقية المخالفة لعدد من العقوبات تتدرج من التنبيه، وتخفيض التصنيف وصولا إلى إلغاء ترخيص المنشأة الفندقية، وهو أمر لا نتهاون فيه بأي شكل من الأشكال، وهذا الحزم في تطبيق القانون واللوائح والالتزام التام من المنشآت الفندقية المرخصة من قبل قطر للسياحة، قد ساهم في وضع قطاع الضيافة القطري ضمن أفضل قطاعات الضيافة في المنطقة والعالم، وأصبح التميز مرادفا للإقامة الفندقية في قطر.

حديقة مريال
◄ ما أبرز المشروعات السياحية والترفيهية التي سيتم إطلاقها خلال العام الجاري؟
◄ لقد شهد القطاع السياحي العام الماضي فقط إطلاق عدد كبير من المشروعات والمرافق السياحية والترفيهية ذات المستوى العالمي شملت فنادق، ومطاعم، ومنتجعات، ومعالم سياحية، ومراكز تسوق، ونوادي شاطئية، ومتاحف، ومنتزهات ترفيهية وغيرها الكثير، وتوفر للزوار تجربة مميزة ومتكاملة لا تنسى.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، تم افتتاح عدد من الشواطئ الرائعة مثل شاطئ “وست باي بيتش” و”شاطئ 974″ ونادي شاطئ B12، وشاطئ دوحة ساندز، وشاطئ لامار، وشاطئ مكاني، بالإضافة إلى منتجعات جديدة مثل شاطئ “فويرط كايت بيتش”، ومنتجع أوت بوست البراري ومنتجع رأس بروق الصحراوي، ومنتجع زلال الصحي، ووجهات ترفيهية مثل “درب لوسيل”، وجزيرة المها، ولوسيل ونتر وندرلاند، ودوحة كويست، وجزيرة قطيفان أول جزيرة ترفيهية في قطر وتضم حديقة ألعاب مائية.
ومن المشاريع المرتقبة التي سيتم افتتاحها خلال هذا العام نذكر حديقة الألعاب المائية “مريال”، وهي الأكبر في المنطقة تمتد على مساحة 281,648 مترا مربعا وتشمل 36 لعبة مائية وبرج تزلج مائيا أيقونيا – يصل ارتفاعه إلى 85 مترا. وتتميز الحديقة بموقعها في جزيرة منفصلة على رأس جزيرة قطيفان الشمالية. كما سيتم افتتاح عدد من الفنادق من فئة الخمس نجوم في مدينة لوسيل والتي ستكون إضافة إلى مجموعة الفنادق التي توفرها المدينة وتتميز بتصاميمها التي تعتبر اعجوبة معمارية. كما ينتظر قطر رزنامة فعاليات حافلة ومتنوعة خلال الأشهر القليلة القادمة.

المرشدون السياحيون
◄  يعاني القطاع السياحي من قلة عدد المرشدين السياحيين المؤهلين.. هل هناك خطط لزيادة أعدادهم؟ وكيف يمكن تأهيلهم بما ينسجم مع تطور العمل السياحي؟ وكم يبلغ عددهم حاليا؟
◄ لقد أطلقنا برنامج المرشدين السياحيين منذ عام 2017، ولقد استطعنا خلال الأعوام الماضية أن نمد قطاع السياحة بأكثر من 500 مرشد سياحي مدرب ومرخص من قبل قطر للسياحة، ويقدمون خدماتهم من خلال الشركات والمكاتب السياحية في قطر. كما قامت قطر للسياحة بالتعاون مع مركز الدوحة لتدريب القيادة في الطرق الوعرة، بإطلاق برنامج لتدريب وترخيص مرشدي رحلات السفاري، يشمل التدريب على قيادة سيارات الدفع الرباعي، والتعامل مع الطوارئ.
كما يتم تقديم دورة تدريبية تنشيطية للمرشدين السياحيين المرخصين. ويأتي ذلك في إطار جهود قسم التميز في الخدمة في قطر للسياحة بهدف تعزيز تجربة الزوار في جميع مراحلها عبر تدريب جميع العاملين الذين يتعاملون مع الزوار بشكل مباشر في جميع القطاعات مثل قطاع النقل، والمأكولات، والمشروبات، والضيافة.
وشروط الحصول على رخصة إرشاد سياحي سهلة وبسيطة، حيث على الراغب في العمل كمرشد سياحي أن يكون من المواطنين أو المقيمين في دولة قطر، وألا يقل عمره عن 21 عاما، ويحمل بطاقة شخصية قطرية سارية، ويفضل أن يستطيع التحدث بأكثر من لغة.ومن أجل تشجيع الالتحاق ببرنامج تدريب وترخيص المرشدين السياحيين، قمنا سابقاً بإعفاء المشاركين من الرسوم المقررة، وسوف نستمر في إطلاق المبادرات والدورات التدريبية لزيادة عدد المرشدين السياحيين بما يتناسب مع احتياجات السوق وتطور عروضه.

هدايا “العيدية”
◄ لماذا يغيب دور قطر للسياحة حالياً في منافذ البلاد مثل منفذ أبوسمرة ومطار حمد الدولي؟
◄ هناك تعاون وثيق بين قطر للسياحة ووزارة الداخلية والمطار والخطوط الجوية القطرية، من أجل تحسين وتعزيز تجربة الزوار القادمين إلى قطر عبر منفذ أبوسمرة البري أو مطار حمد الدولي، والتعريف بالعروض والخدمات والمرافق السياحية. كما نقوم خلال المناسبات والفعاليات الرئيسية بتنظيم أجواء احتفالية وترويجية بما لا يخل بنظام عمل تلك المنافذ او تعطيل تدفق الزوار.
فخلال عيد الفطر المبارك، قدمت قطر للسياحة باقة مميزة من هدايا “العيدية” للزوار القادمين عبر هذه المنافذ، وتضمنت العيدية مجموعة من المستلزمات الخاصة بأنشطة الأطفال، وخريطة تتيح للزوار التعرف بسهولة على جميع وجهات الجذب السياحي في قطر وما يمكنهم عمله أو رؤيته خلال إقامتهم في قطر، وشريحة اتصال مجانية من Ooredoo لإبقائهم على اتصال في قطر، ودليلًا يتضمن قسائم لعروض ترويجية مميزة وحصرية تقدمها العلامات التجارية ووجهات الجذب السياحي الشهيرة في قطر.

اجتماعات ثنائية
◄ هل لديكم اجتماعات مع مديري الفنادق والشركات السياحية لتعريفهم بشروط الخدمة الواجب اتباعها خلال العام الجاري؟
◄ طبعاً هناك تواصل دائم مع كافة الشركاء في القطاعين العام والخاص، ويجري تنظيم اجتماعات ثنائية للبحث حول كيفية تطوير المنتجات والخدمات السياحية وتطوير القطاع. كما تنظم قطر للسياحة لقاء دوريا تحت عنوان “حياكم” تجمع فيه كافة شركائها لإطلاعهم على الإنجازات التي حققتها، وعلى آخر المستجدات المتعلقة بخطط قطر للسياحة للمرحلة المقبلة.

التحول الرقمي
◄ هل لديكم استراتيجية للتحول الرقمي لقطاع السياحة؟
◄ لقد بدأنا استراتيجية التحول الرقمي منذ حوالي عامين، حيث بدأنا بتحديث وتطوير الموقع الالكتروني بما يتماشى مع تطلعات الزوار واحتياجاتهم، وأضفنا مزايا تساعد الزائر في التعرف على العروض السياحية التي تلائم اهتماماته. كما قمنا بإطلاق تطبيق الهاتف الذي يتمتع بمزايا متعددة حيث يعتبر دليلا سياحيا متنقلا في جيب كل زائر يزور قطر.
كما قمنا بتطوير خدماتنا الالكترونية من حيث تقديم وانهاء طلبات الترخيص والتصنيف، منها على سبيل المثال تصنيف الفنادق، او طلب ترخيص منزل عطلات، أو غيرها من الخدمات التي تساهم في تسريع وتيرة العمل والحفاظ على الوقت والجهد.
ولقد حظيت جهودنا في مجال التحول الرقمي باهتمام من المتخصصين، حيث حصلت قطر للسياحة على 13 جائزة دولية عن موقعها وتطبيقها الإلكتروني، حيث فازت بجائزة أفضل موقع إلكتروني لهيئة سياحية بالعالم وبالشرق الأوسط في الحفل السنوي الثاني لجوائز تكنولوجيا السفر العالمي لعام 2022، كما فازت بجائزة “أدوبي إكسبرينس ميكر 2022” المرموقة في فئة “منسق الرحلات”، بالإضافة إلى خمس جوائز في مجال التحول الرقمي من “هورايزن إنتراكتيف” التي تعنى بمجال التصاميم التفاعلية وتصميم المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام الإبداعية وتكريم المواقع الإلكترونية المثالية والتصاميم الإلكترونية ومقاطع الفيديو وتطبيقات الهاتف المحمول.

السفن السياحية
◄ كيف يمكن تحقيق الاستفادة للمرافق الخدمية ذات الصلة بقطاع السياحة من الزيارات المتكررة للسفن السياحية؟
◄ نعمل مع شركائنا من القطاعين الحكومي والخاص على تطوير المرافق السياحية، وتطوير التجارب السياحية التي تتماشى مع تلك المرافق، وهو الأمر الذي ساهم في تطوير درب لوسيل، وسوق الميناء القديم، وغيرها من المناطق التي تطورت لتصبح مناطق جذب سياحي.
لقد حقق قطاع السياحة البحرية تطورا كبيرا منذ بدأنا في جهود الترويج لقطر كوجهة سياحية بحرية رئيسية في منطقة الخليج عام 2015، والتي بدأناها بحوالي 10 رحلات و4000 زائر في موسم 2015/‏ 2016، لنصل إلى 55 رحلة سياحية وحوالي 274 ألف زائر في موسم 2022/‏2023، وهذا النمو المطرد، قد تحقق بفضل الله تعالى ثم بفضل التطور الكبير في المرافق الخاصة بميناء الدوحة من حيث أرصفة رسو السفن، والخدمات التي تقدمها إدارة الميناء، ومحطة المسافرين التي تستوعب حوالي 12 ألف مسافر يوميا، وجهود وزارة الداخلية في توفير كافة الإمكانيات لتعزيز تجربة الزوار على متن السفن السياحية وفي تحقيق هذا النمو الكبير في أعداد الرحلات والزوار.
ونتوقع أن يكون موسم 2023/‏2024 على نفس مستوى النمو والازدحام، وهو ما سيعود بالإيجاب على جميع المرافق والخدمات والعاملين المرتبطين بقطاع السياحة في قطر إن شاء الله تعالى.

الاستثمار السياحي
◄ يشتكي الكثير من رجال الاعمال وممثلي القطاع الخاص من عدم المرونة في التشريعات المعنية بالاستثمار السياحي.. هل لديكم خطط لتعزيز دور القطاع الخاص في العمل السياحي؟
◄ القطاع الخاص هو شريك رئيسي في كل مشروعات ومبادرات قطر للسياحة، ودعم القطاع الخاص وزيادة مساهمته في المشروعات السياحية يأتي ضمن الجهود المبذولة لتحقيق التنوع الاقتصادي وتعزيز مساهمة القطاعات الاقتصادية غير النفطية في الناتج المحلي، بما يحقق رؤية قطر الوطنية 20230.
ولو نظرت إلى أي مشروع أو مبادرة من مبادرات قطر للسياحة ستجد أنها تركز بشكل رئيسي على دعم القطاع الخاص، من حيث رعاية الفعاليات أو تقديم الدعم الفني واللوجستي، أو طرح فرص استثمارية، أو إطلاق فعاليات.
ونحن على تواصل مستمر مع الشركاء من القطاع الخاص، من خلال اللقاءات المباشرة معهم في المناسبات أو الاجتماعات المختلفة أو من خلال لجنة السياحة والمعارض في الغرفة التجارية أو من خلال الروابط والجمعيات التي تمثل القطاع. وبهذه المناسبة أود أن أؤكد أن أية قرارات أو تشريعات أو مشروعات تطلقها قطر للسياحة تأتي بعد دراسة متأنية نسمع فيها لجميع الأطراف ذوي الصلة، ونأخذ في الاعتبار أية اقتراحات من شأنها تحقيق الأفضل لقطاع السياحة في قطر.

زيادة الاهتمام
◄ ما توقعاتكم لفوائد اختيار الدوحة عاصمة للسياحة العربية وانعكاس ذلك على مكاتب السفر والسياحة ومؤسسات الضيافة؟
◄ ما حققته قطر من نجاح في تنظيم بطولة كأس العالم، كان مصدر فخر لكل عربي، ولقد نجحنا في تمثيل أمتنا العربية بأفضل صورة، وساهمنا في زيادة الاهتمام بفهم ومعرفة الثقافة العربية والتراث العربي حول العالم بما حققناه من تميز.
ويأتي اختيار الدوحة كعاصمة للسياحة العربية، بمثابة تتويج لجهودنا خلال الأعوام الماضية، ولقد ساهم هذا الأمر في زيادة اهتمام الزوار من الدول العربية للاستمتاع بالتجربة السياحية القطرية التي أصبحت مرادفة لمعنى “التميز” في كل شيء.

المستثمر الأجنبي
◄  ما التسهيلات المقدمة للمستثمر الأجنبي في القطاع السياحي؟
◄ هناك عدة عوامل تساعد على جذب الاستثمار الأجنبي في أي دولة، ومنها على سبيل المثال، جودة بيئة الاستثمار، والضمانات المتاحة على الاستثمار، والحوافز المشجعة للاستثمار، والعائد على الاستثمار، وإذا نظرنا إلى قطر سنجد أن قطر تتمتع ببيئة استثمارية مشجعة وجاذبة وداعمة للمستثمر الأجنبي والمحلي على حد سواء، كما أن قطاع السياحة في قطر ما زال قطاعا واعدا ينمو بشكل مطرد وهذا يوفر ميزة تنافسية كبيرة للمستثمرين. وتقوم الحكومة بدور كبير في تقديم الحوافز والدعم لجذب الاستثمارات الأجنبية في مختلف القطاعات الاقتصادية بما فيها قطاع السياحة.
وتتنوع عوامل الجذب للاستثمار السياحي التي تميز قطر، فهي تقع في موقع جغرافي استراتيجي وتتمتع بسهولة الوصول إليها خلال شبكة للخطوط الجوية القطرية في الأسواق الاسيوية والأوروبية والأمريكتين، بالإضافة الى تطور البنية التحتية للخدمات والمرافق المرتبطة بالسياحة مثل شبكة الريل، ومطار حمد الدولي، والمواصلات العامة، والمنافذ البرية، وميناء الدوحة، علاوة على توفر مرافق عالمية المستوى لإقامة فعاليات الاعمال مثل مركز قطر الوطني للمؤتمرات ومركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، بالإضافة إلى فعاليات عالمية عالية التأثير، وأضف إلى ذلك قوة شرائية محلية كبيرة.

الإستراتيجية الوطنية
◄ ما مدى توافق القطاع السياحي مع رؤية قطر 2030؟
◄ يعمل القطاع السياحي ضمن الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة 2030، والتي تستهدف زيادة أعداد الزوار وزيادة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي لتصل إلى 12%، وتعزيز التنوع الاقتصادي بما يساهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
وحقيقة فإننا نشهد تعاونا ودعما كبيرين من جميع الشركاء في تطوير القطاع وتعزيز مساهمته في الاقتصاد الوطني على مختلف الأصعدة.

تطوير الشواطئ
◄ قطر تمتلك شواطئ متعددة لكن استثمار وتوظيف هذه الشواطئ دون المستوى.. هل لديكم خطط لتطوير هذا المجال؟
◄ عملت قطر للسياحة في الآونة الأخيرة على تطوير وتحديث الشواطئ في قطر، وقد افتتحت مؤخراً نادي شاطئ B12، وشاطئ الخليج الغرب، وشاطئ دوحة ساندز، وشاطئ 974، وشاطئ لامار، وشاطئ مكاني، وجميعها مناسبة للعائلات وتوفر للزوار والمقيمين تجربة شاطئية رائعة وبأسعار معقولة. بالإضافة إلى ذلك، أقامت قطر مطلع العام الحالي بطولة كأس العالم للتزلج الشراعي 2023 في شاطئ فويرط، الذي تعد مياهه ورياحه مثاليتين لممارسي هذه الرياضة.
ونستمر في تعزيز تجربة الزوار التي تعد مكوناً رئيسياً في إستراتيجيتنا السياحية الرامية إلى تنويع موارد الاقتصاد الوطني. كما لدى قطر للسياحة فريق عمل متخصص ذو خبرة عالمية في مجال التنمية السياحية يعمل على إدارة برنامج التميز في الخدمة الذي يهدف إلى تحسين تجربة الزوار وتقديم تجربة لا تنسى في كل مرحلة من مراحل زيارتهم.
ونعمل في قطر للسياحة على وضع خطة شاملة لتطوير الأصول لعام 2023 وما بعده، أهمها المخيمات التراثية والمحميات الطبيعية التي تعرض أفضل ما في ثقافة قطر وطبيعتها، وكذلك نشاطات الدراجات النارية (البطابط) التي تدعم الأنشطة الصحراوية، وتطوير ميناء الدوحة الذي يعد من الأماكن الأكثر حيوية في الدوحة، وتحويل الشواطئ العامة التي تضبط سواحل قطر إلى شواطئ عالمية المستوى، وتطوير تجربة سوق واقف لتكون المثالية والفريدة من نوعها في الدوحة.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
0
أحب تعليقاتك وآرائك،، أكتب لي انطباعك هناx
()
x